تناول الطعام باليد… سرّ للشعور بالسعادة وتقليل التوتر؟

يُظهر تناول الطعام باليدين فوائد صحية تتجاوز إحساس الأناقة المرتبط باستخدام أدوات المائدة، إذ تحفز التجربة اللمسية الحواس وتُعزز اليقظة الذهنية وتقوّي الاتصال بين الدماغ والأمعاء!

بعد أن ظل تركيز فن الطهو على مدى عقود مُنصّبًا على تصميم الطعام وشكل وإخراج الطبق نفسه؛ بدون تفكير في كيفية وصول هذا الطعام إلى فم المستهلك؛ بدأت الأبحاث العلمية تقدم الأدلة حول فوائد الأكل باليدين، بدلًا من أدوات المائدة؛ ضمن محاولات الباحثين لفهم “كيف يتغير إحساسنا بالطعام عندما نأخذه في لقمة ونضعه في فمنا بدون تدخل أي شيء آخر”. وفي سياق متصل، إليكم دراسة تكشف فوائد غير متوقعة لتناول الطعام “وحيدًا”.

الشعور والإحساس بلذة بالطعام

يقول البروفيسور تشارلز سبنس، من جامعة أكسفورد، أن التخلي عن أدوات المائدة، هو سر الاستمتاع بالطعام؛ فهو يجعلنا أكثر وعيًا بما نأكله، أما الشوكة فتفصلنا عن حواسنا.

كما قد يجعل الاتصال اللمسي المباشر مذاق الطعام أفضل عند تناوله باليدين، لكن الأمر يعتمد على من يقومون بالأكل وماذا يأكلون، وعلى العادات المرتبطة بالأكل والاختلافات الجسدية من شخص لآخر.

لكن المؤكد، أن تناول الطعام باليد مباشرة، يؤثر على أحاسيس التذوق والرائحة أو النكهة، ويُتيح معلومات أكثر دقة من تلك المتاحة للبصر؛ لتقييم مدى نضارته أو نضجه أو طراوته أو درجة حرارته.

من ناحية أخرى، يمكن أن تكون هناك متعة حقيقية مرتبطة بالشعور بالطعام، تتوافر للأيدي عبر لمس ما نأكله؛ مثل “اللمس المحبب الدافئ الذي يزيد من استمتاعنا بالخبز عند تناوله؛ أو الشعور بقشرة الطماطم الحريرية بين أصابعنا ونحن تقضمها كالتفاحة، ونفس الشيء مع البيضة المسلوقة المغموسة في الملح. وإليكم أطعمة تغيّر الـ Mood وتشعركم بالإيجابية أدخلوها إلى فطوركم.

كيف يساعد تناول الطعام باليدين؟

• يُنشّط لمس الطعام باستخدام اليدين دور الحس اللمسي في تحفيز إفراز اللعاب والإنزيمات الهاضمة ويُسهِم في موازنة طاقات الجسم، كما يُشجع على بدء الأكل بوعي ويُبطئ وتيرة تناول الطعام، إذ أن القدرة على الشعور بملمس ورائحة الطعام والتواصل البصري معه تُعد جزءًا أساسيًا من تنظيم عملية الهضم.
• يُقلل تناول الطعام ببطء عبر اليدين من الانتفاخ لأن المضغ الجيد يزيد إنتاج اللعاب الذي يحتوي إنزيمات تُكسّر الكربوهيدرات، وفي الوقت نفسه تمنع اليقظة الحسية الإفراط في الأكل وتخفف مشاعر عدم الراحة المرتبطة بعسر الهضم.

• يُخفض تناول الطعام باليدين مستويات التوتر لأن اليقظة الذهنية المصاحبة تعمل على تقليل الكورتيزول، ونتيجةً لذلك يتحسن أداء الجهاز الهضمي وتزداد فعالية امتصاص العناصر الغذائية.
• يُحسّن لمس الطعام بالأصابع صحة الأمعاء عبر إرسال إشارات للدماغ للاستعداد للهضم، مما يعزز محور الدماغ والأمعاء ويدعم إفراز اللعاب والإنزيمات وحركة الأمعاء، ويُقلل بالتالي من الانتفاخ وعسر الهضم والشعور بعدم الراحة.
• يُساهم احتكاك الطعام باليدين أيضًا في تعرّض الأمعاء لكميات صغيرة من الميكروبات المفيدة الموجودة طبيعيًا على الجلد، وهو ما قد يدعم تنوع الميكروبيوم المعوي بشرط الحفاظ على نظافة اليدين.

وفي سياق متصل، قد يهمكم الإطلاع على السر الإيطالي للسعادة: طبق من الباستا… والدراسات تؤكد!

برأيي الشخصي كمحررة، تناول الطعام باليد له إحساس وشعور آخر يجعلنا نستمتع بكل قضمة، كما نستطيع من خلاله الشعور بالطعام، وملمسه، ورائحته، والتواصل البصري مع وجبتنا!