الكبد الدهني: أسباب وعلاجات غذائية طبيعية ستدهشكم بفعاليتها
نشر في 16.07.2025
في هذا المقال، نستعرض الحقائق العلمية حول بذور المشمش وعلاقتها بعلاج السرطان. وهل نحن فعلًا أمام علاج مهمل للسرطان، أم أن الأمر مجرد خرافة؟
في السنوات الأخيرة، تصدرت بذور المشمش عناوين مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها علاجًا طبيعيًا “سريًا” للسرطان، وذلك بسبب احتوائها مادة تسمى الأميغدالين أو ما يعرف أيضًا بفيتامين B17. لكن ما مدى صحة هذا الادعاء؟
بذور المشمش هي النواة الصلبة الموجودة داخل بذرة الثمرة. وعند تكسيرها، نجد بداخلها لبًا صغيرًا يشبه اللوز، يقال إنه غني بمادة الأميغدالين. وهذه المادة تتحول في الجسم إلى السيانيد، وهي مادة سامة، مما يجعل استخدامها محاطًا بالجدل والخوف. إليكم ما الفرق بين المشمش الطازج والمجفف؟ وأيهما الأفضل؟
يسوّق الأميغدالين على نطاق واسع في بعض المنتجات الطبيعية باسم “فيتامين B17”، رغم أنه ليس فيتامينًا حقيقيًا بحسب التصنيف العلمي. ويعتقد بعض المؤيدين للطب البديل أن هذه المادة يمكن أن تهاجم الخلايا السرطانية وتدمرها، من دون أن تؤثر على الخلايا السليمة، ما يجعلها علاجًا “انتقائيًا” للسرطان.
لكن، لا توجد حتى الآن أدلة سريرية قوية تدعم هذا الادعاء. فالتجارب التي أجريت في المختبر أو على الحيوانات أظهرت نتائج متباينة، ولم يتم اعتماد هذه المادة من قبل أي هيئة طبية رسمية كعلاج للسرطان. وفي سياق مشابه، قد يكون هذا المكوّن الغذائي البسيط المتوفر في كل بيت مساهم في الوقاية من السرطان.
عند تناول الأميغدالين بكميات كبيرة، يتحول في الجسم إلى سيانيد الهيدروجين، وهي مادة سامة قد تؤدي إلى أعراض خطيرة مثل الغثيان، الدوخة، فقدان الوعي، وفي بعض الحالات التسمم الحاد أو الوفاة. وقد تم تسجيل حالات بالفعل لأشخاص عانوا من التسمم نتيجة استهلاك كميات مفرطة من بذور المشمش أو مستخلصاتها.
بالتالي، فإن استهلاك بذور المشمش بشكل عشوائي أو كعلاج بديل من دون إشراف طبي قد يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة.
الهيئات الطبية العالمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والمعهد الوطني للسرطان (NCI) تحذر بشدة من استخدام الأميغدالين كعلاج للسرطان، وتؤكد أن لا دليل علمي قوي يدعم فعاليته. كما توصي بعدم استهلاك بذور المشمش النيئة بانتظام بسبب مخاطر التسمم. وجاءت هذه المعلومات وفقًا لموقع healthline.
رغم أن بعض الأشخاص يتشبثون بفكرة أن الطبيعة تخفي لنا علاجًا للسرطان في بذور المشمش، إلا أن العلم الحديث لم يؤكد هذه النظرية بعد. بل على العكس، يشير إلى وجود مخاطر صحية حقيقية من استخدامها. ولكن هل تعلمون للمشمش المجفف فوائد أخرى يمكنكم الاستفادة منها.
برأيي الشخصي كمحررة، إذا كنتم تبحثون عن طرق داعمة لعلاج السرطان أو الوقاية منه، فإن النظام الغذائي المتوازن، الرياضة، الإقلاع عن التدخين، والفحوصات الدورية تظل أفضل الخيارات المؤكدة علميًا. أما بذور المشمش، فتبقى قصة مثيرة للفضول، والعلم لم يمنحها بعد شهادة الاعتماد.