تصميم ذكي للمطابخ العصرية: خلاط جداري يلبّي كل احتياجاتكم
نشر في 09.07.2025
اكتشفوا هل الرمان يسبب الإمساك؟ سؤال يردده كثيرون ممن يتناولون هذه الفاكهة الغنية يوميًا، وخصوصًا عند ملاحظة حدوث تغيّرات في حركة الأمعاء. تتعدد الآراء بين من يعتقد أنه يسبب الشعور بالإمساك، ومن يرى أنه من الأطعمة التي تساعد في تحسين عملية الهضم. وهنا تبرز الحاجة إلى التوضيح العلمي لفهم تأثير الرمان الحقيقي على الجهاز الهضمي.
نتناول في هذا المقال حقيقة هل الرمان يسبب الإمساك، من خلال تحليل مكوّناته، والتمييز بين الحبوب والعصير، واستعراض تأثير القشر. كما نعرض حالة مثبتة علميًا توضح الفروق الدقيقة بين الشائعة والحقيقة، ونقدّم نصائح عملية للاستفادة من الرمان من دون الشعور بقلق.
ابدؤوا بتحليل مكونات الرمان الغذائية لفهم تأثيره. تحتوي حبوب الرمان نسب مرتفعة من الماء والألياف، إضافة إلى فيتامين C، وفيتامين K، والبوتاسيوم، ومضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات. تتمركز الألياف غير القابلة للذوبان في بذوره الداخلية، بينما تتوزع الألياف القابلة للذوبان في الغلاف الجيلاتيني المحيط بالبذور.
تُسهم هذه التركيبة في تحسين صحة الجهاز الهضمي. فتُليّن الألياف القابلة للذوبان البراز وتُسهّل مروره، بينما تُنشّط وجود الألياف غير القابلة للذوبان حركة الأمعاء. لذلك، عند تناول الرمان كاملًا بحبوبه، يحصل الجسم على دفعة ممتازة من الألياف.
ميّزوا جيّدًا بين تناول حبوب الرمان كاملة وبين شرب العصير فقط. عند تناول الحبوب الكاملة، يحصل الجسم على الألياف المفيدة، أما عند شرب العصير المصفّى، يفقد الجسم هذه الألياف ويحتفظ فقط بالسكريات والماء وبعض الفيتامينات.
وهنا تظهر المشكلة: إذا كان الشخص يكثر من شرب عصير الرمان ويهمل تناول حبوبه، قد يلاحظ بطء حركة الأمعاء بسبب نقص الألياف، ما يُفسّر الشعور بالإمساك لدى البعض. لذلك، ينصح دائمًا بتناول الرمان كفاكهة كاملة وليس شربه كمجرد عصير طازج.
راقبوا كمية الرمان التي تتناولونها يوميًا. يُعتبر الاعتدال ضروري. الإفراط في تناوله، خصوصًا عند تناوله بدون شرب الماء، قد يؤدي إلى جفاف في البراز بسبب كثافة الألياف غير القابلة للذوبان، ما يُعيق حركة الأمعاء بدلًا من تسهيلها.
كما أن تناول الرمان من دون المضغ الجيد للبذور، أو بلعها كاملة، قد يُسبب عبئًا على الجهاز الهضمي، خاصة لدى الأطفال أو من يعانون من مشاكل في القولون. لذلك، يُنصح بمضغ الحبوب جيدًا أو تناولها ممزوجة بالزبادي أو السلطات لتسهيل مرورها.
انتبهوا أيضًا إلى القشر، إذ يُستخدم في بعض الثقافات كعلاج لمشاكل لإسهال بسبب خصائصه القابضة. عند تناول مسحوق قشر الرمان أو منقوعه بجرعات كبيرة، قد يحدث إمساك بالفعل، إذ تعمل المركّبات الموجودة فيه على تقليص جدران الأمعاء وتقليل انتاج الإفرازات الهضمية.
لهذا السبب، لا يُنصح باستخدام قشر الرمان بشكل عشوائي أو مفرط، خصوصًا بدون استشارة مختص. يملك القشر العديد من الفوائد، لكن يجب استخدامه بجرعات محسوبة ولفترات قصيرة، لأنه قد يُسبب نتيجة عكسية إذا أُسيء استعماله.
استندوا إلى العلم عند التمييز بين الشائعة والحقيقة. أظهرت دراسة نُشرت في Journal of Medicinal Food عام 2014 أن تناول الرمان الكامل، بما فيه البذور، يُساعد في تحسين عملية الهضم، ويُقلل من معدل الالتهاب المعوي، بفضل احتوائه مضادات أكسدة وألياف مفيدة.
وأشارت الدراسة إلى أنّه تعتمد التأثيرات الهضمية للرمان على طريقة التناول: فتُنشّط الحبوب حركة الأمعاء، بينما قد يؤثر شرب العصير أو تناول مسحوق القشر بجرعات عالية سلبًا على التوازن الهضمي. هذا يفسّر التباين في تجارب الأفراد، ويؤكد أهمية تناول الرمان بشكل متوازن ومدروس.
اتّبعوا هذه النصائح لتستفيدوا من الرمان بدون الوقوع في فخ الشعور بالإمساك:
أدرجوا الرمان في صنع وصفات متكاملة للحصول على فوائده من دون آثار جانبية. يمكنكم إضافته إلى سلطات الخضار، أو مزجه مع الزبادي، أو رشه على الشوفان. يُخفّف هذا الدمج من تأثير الألياف المركّزة، ويُسهل هضمها بفضل احتوائه على عناصر مرطّبة ولينة إلى جانبها. يُحدث التنويع في طريقة التناول فرقًا كبيرًا في تقبّل الجهاز الهضمي للرمان.
استنتجوا مما سبق أن الإجابة على هل الرمان يسبب الإمساك ليست حاسمة، بل تعتمد على طريقة التناول والكمية. يُعدّ الرمان في طبيعته فاكهة داعمة لعملية لهضم، قد يُغيّر الإفراط في تناول القشر أو تجاهل مضغ الحبوب الفائدة إلى ضرر.
ادمجوا هذه الفاكهة في روتينكم الغذائي بطريقة متوازنة، وراقبوا استجابة أجسامكم. فحين يُؤكل الرمان بحكمة، لا يسبب شعور الإمساك بل يُعزّز صحة الجهاز الهضمي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن فاكهة البرسيمون وفوائدها في تعزيز الكولاجين ومحاربة التجاعيد.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أفضّل تناول الرمان بحبوبه الكاملة، وألاحظ دائمًا تحسّنًا في عملية الهضم عند اعتماده ضمن نظامي الغذائي. لا أتناول القشر إلا نادرًا، وبكميات مدروسة. أنصح بتجربته بشكل معتدل لمن يرغب في دعم صحته من دون شعور بقلق من الإمساك.