في هذا المقال، سنتعرف على أبرز الأطعمة التي قد تسبب الإمساك من دون أن نلاحظ، وذلك لتجنّبها أو التقليل منها قدر الإمكان، للحد من تأثيرها السلبي.

الإمساك من أكثر المشكلات الهضمية شيوعًا، ويعرّف بأنه صعوبة أو بطء في حركة الأمعاء يؤدي إلى تراجع عدد مرات الإخراج أو صلابة البراز. ورغم أن أسبابه متعددة، إلا أن النظام الغذائي يؤدي دورًا أساسيًا في تحفيزه أو الوقاية منه. كثيرون يعانون من الإمساك المزمن أو المؤقت من دون أن يدركوا أن أطعمة يومية مألوفة هي السبب. وفي سياق آخر، إليكم اكلات تسبب الاسهال تجنبوها.

أطعمة قد تجهد جهازكم الهضمي

رغم أنها تبدو مألوفة أو حتى صحية، إلا أن بعض الأطعمة قد تسبّب بطء الهضم أو تؤدي إلى الإمساك عند تناولها بكثرة، لذا من المهم الانتباه إلى تأثيرها على الجسم. إليكم أبرزها:

الجبن ومنتجات الألبان

الجبن من أكثر المأكولات المسببة للإمساك خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز. ومنتجات الألبان عمومًا قليلة بالألياف، وغنية بالدهون التي تبطئ حركة الأمعاء. فالإفراط في تناول الجبن، الحليب الكامل الدسم أو القشدة قد يؤدي إلى بطء في الهضم وصعوبة في التبرز. والبديل الذكي هو اللجوء إلى لبن الزبادي الذي يحتوي البروبيوتيك ويحفز حركة الأمعاء.

اللحوم الحمراء

رغم أنها مصدر غني بالبروتين والحديد، إلا أن اللحوم الحمراء تهضم ببطء وتفتقر تمامًا إلى الألياف. وتناولها بشكل مفرط، خصوصًا من دون خضروات أو حبوب كاملة، يؤدي إلى بطء عملية العبور المعوي، مما يزيد خطر الإصابة بالإمساك. كما يفضل استهلاكها بكميات معتدلة، مع التركيز على مرافقتها بالخضار المطهية أو السلطات. إليكم أضرار الإكثار من تناول اللحوم.

الخبز الأبيض والمعجنات

المخبوزات المصنوعة من الدقيق الأبيض مثل الخبز والمعكرونة والمعجنات تفقد نسبة كبيرة من الألياف خلال عملية التكرير. وهذا يجعلها أبطأ في العبور داخل الجهاز الهضمي. لذلك، استبدالها بخبز الحبوب الكاملة أو الشعير يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحة القولون وتنظيم الإخراج.

البطاطس المقلية ورقائق الشيبس

الأطعمة المقلية مثل البطاطس ورقائق الشيبس غنية بالدهون المهدرجة والملح، وكلاهما يضعف حركة الأمعاء. فالدهون الزائدة تبطئ تقلصات القولون، فيما يسبب الصوديوم احتباس السوائل وتراجع نشاط الجهاز الهضمي. وهذا المزيج مثالي لحدوث الإمساك، خصوصًا عند غياب الألياف من الوجبة.

الشوكولاتة

رغم أنها متعة لا تقاوم، إلا أن الشوكولاتة، خصوصًا الغنية بالحليب والسكر، قد تكون سببًا خفيًا للإمساك. فالدهون الموجودة فيها تؤثر على حركة الأمعاء، ويعتقد أن مادة الكافيين الموجودة ببعض أنواع الشوكولاتة قد تبطئ عملية الإخراج عند بعض الأشخاص. والاعتدال هو الحل، ويمكن تجربة الشوكولاتة الداكنة بنسبة كاكاو عالية كمحفز طبيعي للهضم في بعض الحالات.

الموز غير الناضج

الموز الناضج مفيد للهضم، لكنه عندما يؤكل وهو أخضر أو غير ناضج، يحتوي كميات كبيرة من النشا المقاوم الذي يصعب على الجهاز الهضمي تفكيكه، ما يؤدي إلى صلابة البراز. لذا، ينصح باستهلاك الموز عندما يكون أصفر اللون مع بقع بنية صغيرة على القشرة.

الوجبات الجاهزة والمجمدة

هذه الأطعمة غالبًا ما تكون فقيرة بالألياف وغنية بالدهون المشبعة والمواد الحافظة. كما أنها تحتوي نسب عالية من الصوديوم، الذي يساهم في الجفاف، مما يزيد من صعوبة مرور البراز داخل الأمعاء. وإدخال الوجبات الطازجة والطبخ المنزلي في الروتين اليومي قد يكون مفتاح التخلص من الإمساك المتكرر.

الكافيين الزائد

المشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة، الشاي الأسود، والمشروبات الغازية قد تسبب الجفاف عند تناولها بإفراط، خصوصًا إذا لم يتم تعويض ذلك بشرب كمية كافية من الماء. والجفاف أحد أهم أسباب الإمساك، لذا من الضروري الحفاظ على ترطيب الجسم مع كل فنجان قهوة. إليكم فوائد واضرار القهوة

الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات

الأنظمة الغذائية التي تعتمد على تقليل الكربوهيدرات بشكل شديد مثل الكيتو قد تؤدي إلى نقص الألياف، خصوصًا إن تم استبدال الكربوهيدرات بالخضار الغنية بالدهون أو البروتين الحيواني فقط. ولضمان توازن الجهاز الهضمي، يجب تعويض ذلك بخضار خضراء وأطعمة غنية بالألياف القابلة للذوبان.

عمل سلطة خضراء

تعد السلطة الخضراء الطازجة واللذيذة خيارًا مثاليًا لمرافقة أي وجبة، وتجمع بين البساطة والقيمة الغذائية العالية. كما أنها مفيدة جدًا للجهاز الهضمي.

برأيي الشخصي كمحررة، إن الإمساك لا يحدث فقط بسبب قلة شرب الماء أو قلة الحركة، بل ما نضعه في أطباقنا يوميًا يؤدي دورًا كبيرًا. فالجبن، اللحوم الحمراء، الخبز الأبيض، الأطعمة المقلية، والمأكولات الجاهزة قد تبدو لذيذة وسهلة التحضير، لكنها تخفي آثارًا مزعجة على جهازنا الهضمي. والحل لا يكمن في الامتناع التام، بل في الاعتدال والموازنة مع الألياف والماء والنشاط البدني.