كيف يعزز الفستق صحة الدماغ والعيون؟ إليكم ما يقوله العلم
نشر في 17.07.2025
بدأت تجربتي مع العصفر للاكتئاب في لحظة كنت فيها أبحث عن حلّ بسيط، وطبيعي، وفعّال يُخفّف عني وطأة تراكم المشاعر السلبية التي أصبحت ترافقني يوميًا. لم أكن أرغب بتناول المهدّئات، ولم يكن لدي الاستعداد للانخراط في رحلة علاج طويلة باستخدام الأدوية. كنت أبحث عن الشعور براحة داخلية، وعن مكوّن من قلب الطبيعة يلامس روحي ويهدّئ من قلقي. وهنا جاء ذكر نبتة العصفر.
في هذا المقال، أشارك معكم تجربتي مع العصفر للاكتئاب بالتفصيل: لماذا لجأت إليه، وكيف استخدمته، وماذا تغيّر في نفسيتي خلال الأسبوع الأول، وهل شعرت فعلاً بالتحسّن؟ كما أستعرض الفوائد النفسية والجسدية التي لاحظتها، وأشرح كيف يمكن دمجه بسهولة ضمن روتينكم اليومي لتحقيق التوازن من الداخل.
لم يكن اختياري للعصفر عشوائيًا. كنت أسمع من محيطي عنه كعلاج شعبي يُستخدم لتهدئة الأعصاب، خاصة لدى الأطفال أو من يعانون من شعور الأرق. كان يُقال لي دائمًا: “اشرب منقوع العصفر، بتنام مرتاح.” ومع تراكم شعور التوتر وقلة النوم، قررت أن أجرّب. أردت شيئًا طبيعيًا يرافقني كل ليلة من دون أن يُشعرني بالذنب أو القلق من الآثار الجانبية.
إنّ العصفر نبات زهري يتميّز بلونه الأصفر الجميل ورائحته الخفيفة، ويُستخدم عادة في إعداد المشروبات الساخنة. وما جذبني إليه، في الواقع، هو بساطته، لا سيّما أنه يمكن تحضيره بسهولة في المنزل.
غليت في الليلة الأولى، مقدار نصف ملعقة صغيرة من العصفر في كوب ماء. وبعد أن تركته يبرد قليلًا، أضفت إليه القليل من العسل، ثم شربته قبل النوم بحوالي نصف ساعة. بصراحة، لم أتوقّع شيئًا، لكن رغم ذلك، أردت فقط أن أُجرّب بهدوء وبدون أي ضغط.
بعد ثلاثة أيام، بدأت ألاحظ تحوّلاً بسيطًا. لم أعد أستيقظ أثناء الليل، ولم أعد أُقاوم النوم كما كنت أفعل في السابق. أصبح جسدي يتجاوب مع النوم بسلاسة، وكأن شيئًا في داخلي بدأ يهدأ.
شعرت في اليوم الخامس، وللمرة الأولى منذ أسابيع أن صباحي مختلف. صحيح أن مزاجي لم يكن مثاليًا، لكن في المقابل كنت أكثر توازنًا. وللمرة الأولى منذ مدة، لم أبدأ يومي بالشعور بوجود تلك العتمة المعتادة، بل باحساس خفيف من القبول والسكينة.
بعد مرور أسبوع كامل، كانت المفاجأة الحقيقية. شعرت وكأن طبقة من الضباب بدأت تزول عن ذهني. لم تكن تلك السعادة المتفجّرة، بل كانت شعور براحة عميقة، وهدوء في الداخل، وتوقّف متدرّج لذلك الصوت المزعج في رأسي الذي يكرّر طرح الأسئلة والشكوك والمخاوف.
لاحظت أيضًا أن انفعالاتي أصبحت أهدأ. المواقف التي كانت تستفزّني أصبحت تمرّ بدون شعور بضجّة داخلية. حتى طاقتي الجسدية تحسّنت، وكأن النوم العميق بدأ يُصلح ما أفسده شعور التوتر.
اعتمدت شرب العصفر مساءً، قبل النوم بنصف ساعة. أحيانًا أخلطه مع حليب اللوز، وأحيانًا أُضيفه إلى منقوع البابونج أو المليسة. بدأت أُضيفه في نهاية الأسبوع الثاني، إلى ماء الاستحمام كمنقوع عطري، وكانت النتيجة رائعة، حيث شعرت براحة جسدية حقيقية بعد الاستحمام.
لهذا السبب، كنتُ أحرص دائمًا على تحضيره في جو هادئ، وبدون ضوضاء، كجزء من ممارسة عادة يومية بسيطة تُضفي على يومي شيئًا من شعور الطمأنينة والاستقرار.
أنصح باستخدام العصفر لكل من يشعر بأنه في بدايات الاصابة بالاكتئاب، أو يعاني من شعور بتوتّر مستمر، أو من اضطرابات نوم خفيفة إلى متوسطة. هو ليس علاجًا سحريًا، ولا بديلًا عن جلسات العلاج النفسي، لكنه خطوة داعمة حقيقية في مسار الشفاء الذاتي.
كما أن العصفر آمن عند استخدامه بشكل معتدل، ويمكن تناوله يوميًا أو عند الحاجة. الأفضل أن يُدمج ضمن اتباع نمط حياة صحي متوازن يشمل التغذية، والتنفّس، والهدوء الداخلي.
كانت تجربتي مع العصفر للاكتئاب بمثابة محطة هادئة وسط الشعور بفوضى نفسية. استعدت من خلال شرب كوب صغير من نبات طبيعي، جزءًا من توازني الداخلي، وبدأت أؤمن أن الحلول البسيطة قد تكون الأصدق أحيانًا.
إنّ العصفر ليس معجزة، لكنه بداية جميلة للشعور بالسلام مع الذات.لذلك، أنصح كل من يشعر بأنه غارق في دوامة من شعور القلق أو التعب، بأن يمنح نفسه لحظة استراحة، ويستمتع بشرب هذا النبات الفريد لما له من فوائد مهدئة وفعّالة. أحيانًا، كل ما نحتاجه هو إحساس برائحة دافئة، ونكهة ناعمة، تهمس لأجسادنا أن وقت التهدئة قد حان. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدمنا لكم أهم فوائد بخاخ زعفران للأكل وطرق استخداماته.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى في العصفر أكثر من مجرّد نبات، بل هو صديق صامت يمنحك لحظة شعور براحة من دون أن يطلب شيئًا. أجد متعة في تحضيره، وأمانًا في رائحته، وهدوءًا في تأثيره. أنصح باستخدامه ليس فقط كعلاج، بل كعادة يومية تُعيدنا إلى أنفسنا، بهدوء، وبلا أي ضجيج.