هل تعلمون ما الفرق بين الحليب المبستر وغير المبستر؟ إليكم الإجابة
نشر في 30.06.2025
في هذا المقال، سنكتشف تاريخ صاج المصابيب وأهميته في المطبخ النجدي، وسنتعرف على دوره في إعداد المصابيب بطريقة أصيلة.
بين طيات الزمن وذكريات الطفولة، يتربع صاج المصابيب كأحد الرموز الجميلة للمائدة التراثية في الجزيرة العربية، وخصوصًا في مناطق نجد. إنه ليس مجرد أداة طهي، بل هو مرآة لحياة بسيطة وثرية، اختزلت فيها الأمهات والجدات فنون الطهي وعبق الأصالة. وفي كل قطعة من المصابيب، هناك قصة تروى، ونكهة تنبع من مزيج الحنين والمكونات الطبيعية. وفي هذا السياق، إليكم أكلات شعبية سعودية مع الصور
صاج المصابيب هو لوح دائري من الحديد أو الفولاذ الثقيل، يوضع على النار المباشرة ويُستخدم لتحضير “المصابيب” وهي فطائر رقيقة تشبه البان كيك، لكن بطابع عربي خالص. حيث يسخن الصاج حتى درجة عالية، ثم تسكب عليه العجينة السائلة، فتصدر رائحة شهية وتتشكل طبقة ذهبية خفيفة على السطح.
هذا الصاج كان أحد أدوات المطبخ الأساسية في البيوت النجدية، وغالبًا ما كان يستخدم في جلسات الفطور أو العشاء العائلية، حيث يجتمع الأحفاد حول الجدة وهم يراقبون بحماسة فطائر المصابيب وهي تقلب بسرعة بخبرة لا تضاهى. وإليكم طريقة عمل المصابيب اللذيذه.
سر جمال المصابيب يكمن في بساطة مكوناتها: دقيق البرّ أو القمح الكامل، الماء، الحليب، البيض، وقليل من الخميرة أو البيكنج باودر. كما يضاف أحيانًا الهيل أو الزعفران لمزيد من النكهة، وتحلى بالتمر أو العسل. وهذه المكونات، المتوفرة في كل بيت تقريبًا، كانت تستخدم بإبداع لإعداد وجبة شهية ومغذية.
ما يميز المصابيب هو القيمة الغذائية العالية التي تقدمها، فدقيق البرّ غني بالألياف والمعادن، ويمنح الجسم طاقة مستدامة من دون أن يثقل عليه. كما أن إضافة العسل أو الدبس يمنح طاقة طبيعية وسكريات مفيدة، عوضًا عن السكر الصناعي.
استخدام صاج المصابيب لا يشبه استخدام المقلاة الحديثة، فالصاج يحتاج لحرارة موزعة جيدًا، ومعرفة بالوقت والدقة في التقليب. كما أن الخبرة في التحكم بحرارة النار، وتحديد اللحظة المناسبة لقلب المصابيب، هي مهارة لا تتقنها إلا الجدات والخبيرات في المطبخ الشعبي.
الملفت أيضًا أن بعض العائلات كانت تستخدم نوعًا خاصًا من الصاج المصنوع محليًا، له نقوش أو حواف مميزة، ما يعكس شخصية المطبخ التقليدي ويعطي المصابيب لمسة فنية خاصة.
رغم تطور أدوات الطهي ودخول المقالي الكهربائية وأجهزة المطبخ الحديثة، لا يزال صاج المصابيب يحتفظ بمكانته الخاصة في قلوب الكثيرين. فالبعض يصر على استخدامه في تحضير المصابيب خلال المناسبات التراثية، أو عند استقبال الضيوف، لإضفاء طابع دافئ وعائلي على الجلسة.
حتى في بعض المقاهي والمطاعم الحديثة التي تعيد إحياء الأطباق التراثية، يقدم المصابيب على طريقة الأجداد، مطهوًا على الصاج ويزين بالدبس أو الزبدة البلدية، مما يمنح الزبائن تجربة أصيلة ومليئة بالحنين.
صاج المصابيب ليس مجرد أداة، بل هو كنز تراثي يستحق العناية. ولأن الحديد مادة تتأثر بالرطوبة والاستخدام المستمر، فإليكم بعض النصائح البسيطة التي تحافظ على جودة الصاج وتمنع صدأه:
في بعض المناطق، ارتبط تحضير المصابيب بمناسبات خاصة، مثل أيام الشتاء الباردة أو نهاية موسم الحصاد. وكان الناس يجتمعون حول النار، وتحضر المصابيب في جو من الحميمية والفرح. كما كانت تقدم كهدايا أو “زوادة” للمسافرين، نظرًا لقدرتها على الصمود من دون أن تفسد لفترة طويلة.
في الختام، وفي عالم يتسارع فيه كل شيء، يبقى صاج المصابيب تذكيرًا جميلًا بأن العودة للجذور ليست ترفًا، بل ضرورة لنتذوق المعنى الحقيقي للطعام، وللروابط العائلية، وللتراث الذي يكون في كل لقمة. جربوا تحضير المصابيب بالسمن والعسل لتستمتعوا بطعم لا ينسى.
برأيي الشخصي كمحررة، أرى أن استخدام صاج المصابيب تجربة عملية وممتعة في الوقت نفسه. وهو وسيلة بسيطة، لكنه يمنح نتيجة مميزة، خصوصًا من حيث القوام والنكهة. وأكثر ما يعجبني فيه هو أنه يتيح لكم تحضير المصابيب بطريقة تقليدية ولكن بسهولة، من دون الحاجة إلى أدوات معقدة.