هل تعرفون ما هو الثريد؟ إليكم سر هذه الوجبة التاريخية
نشر في 30.06.2025
يُعتبر الفرق بين الحنطة والقمح والشعير من أكثر المواضيع التي تثير حيرة الكثير من الناس. تبدو الأنواع الثلاثة متشابهة، لكن كلّ منها يحمل خصائص غذائيّة مختلفة. تُستخدم هذه الحبوب يوميًا في وصفات الخبز، والطبخ، وحتى خلال اتباع الأنظمة الغذائية الصحيّة. ومع ازدياد الحديث عن الحبوب الكاملة، تظهر الحاجة إلى فهم الفروقات الدقيقة بينها.
نشرح لكم في هذا المقال، كلّ ما تحتاجون معرفته. نسلّط الضوء على أصل كل نوع، ومكوّناته الغذائية، وفوائده الصحيّة، واثره على دعم الجهاز الهضمي والمناعة. كذلك، نكشف لكم مدى ملاءمته لحالات الحساسية والغذاء الخالي من الجلوتين. تابعوا معنا لتعرفوا أيّ منها يناسب احتياجاتكم أكثر.
ابدأوا أوّلًا بفهم أصل كل نوع. تشترك الحنطة والقمح في انتمائهما إلى عائلة نباتية واحدة هي Triticum. لكن تُعتبر الحنطة نوعًا أقدم وأقلّ تهجينًا من القمح. اسمها العلمي Triticum spelta. تمتلك قشرة خارجية صلبة جدًا، ما يمنحها خصائص غذائية إضافية.
في المقابل، القمح الحديث المعروف باسم Triticum aestivum هو النوع الأكثر استخدامًا عالميًا. يتم طحنه بسهولة، ويُستخدم لإنتاج الطحين الأبيض، والخبز، والمعكرونة، والبسكويت.
يختلف الشعير، من حيث الأصل. ينتمي إلى مجموعة Hordeum واسمه العلمي هو Hordeum vulgare. يتميّز بقشرته اللّامعة وأليافه العالية، ويُزرع منذ آلاف السنين في المناطق الجافة والباردة.
ركّزوا على القيمة الغذائية لتتخذوا القرار الأفضل. تتميّز الحنطة بتركيبة غذائية غنيّة، إذ تحتوي على نسب مرتفعة من البروتين، والألياف، والمغنيسيوم، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للتغذية المتوازنة. كما تُعدّ مصدرًا طبيعيًا هامًا للزنك، والفيتامينات المنتمية إلى مجموعة B، لا سيّما النياسين (B3) والثيامين (B1)، اللذين يلعبان دورًا أساسيًا في دعم وظائف الجسم الحيوية.
يفقد القمح، خصوصًا بعد التكرير، جزءًا كبيرًا من عناصره الغذائية. يحتوي الطحين الأبيض سعرات عالية، لكنه فقير بالألياف والمعادن. يبقى القمح الكامل، أفضل من الناحية الصحية، لكنه قد يسبب مشاكل عند البعض بسبب محتواه العالي من نسبة الجلوتين.
يتميّز الشعير، بتركيبة غنية جدًا من الألياف، خاصة ألياف “البيتا جلوكان” التي تُساعد على خفض نسبة الكوليسترول وضبط مستويات السكر في الدم. أشارت دراسة منشورة في American Journal of Clinical Nutrition عام 2016 إلى أن الشعير يُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 14% عند تناوله بانتظام.
افهموا كيف تؤثر هذه الحبوب على عملية الهضم. تُعتبر الحنطة سهلة الهضم نسبيًا مقارنة بالقمح الحديث. يجدون بعض الأشخاص الذين يعانون من تحسس خفيف تجاه بروتين الجلوتين أنهم يستطيعون تناول الحنطة من دون مشاكل. لكنّها لا تناسب من يعانون من داء السيلياك.
يفتقر القمح، وخاصة النوع المكرّر، إلى الألياف، ما قد يُسبب إمساكًا أو اضطرابات معوية لدى البعض. كما يحتوي كمية أكبر من بروتين الجلوتين، ما يجعله أكثر إثارة للتحسس.
في المقابل، يمتلك الشعير، خصائص مهدّئة لمشاكل الجهاز الهضمي، يساعد على تحسين حركة الأمعاء وتقليل الشعور بالانتفاخ، بفضل اتوائه على ألياف قابلة للذوبان. لكنه يحتوي أيضًا الجلوتين، ما يعني أنه لا يناسب مرضى السيلياك، بل فقط من يبحثون عن تنظيم الهضم وخفض السكر.
فكّروا في صحتكم عند اختيار النوع الأنسب. إذا كنتم تراقبون مستويات الكوليسترول أو تحاولون الوقاية من داء السكري، يُنصح بتناول الشعير بسبب تأثيره المباشر على تنظيم معدل الجلوكوز والكوليسترول.
إذا كنتم بحاجة إلى اتباع نظام غني بالبروتين والمغذيات الدقيقة، خاصة إذا كنتم نباتيين، تُعد الحنطة خيارًا ممتازًا. فهي تحتوي تركيبة متكاملة من المعادن والفيتامينات، وتُشبع الجسم من دون زيادة في معدل السعرات الحرارية.
أما إذا كنتم تبحثون عن سهولة في الاستخدام وتنوّع في الطهي، يبقى القمح (وخاصة القمح الكامل) خيارًا عمليًا، بشرط الانتباه إلى الكمية والتوازن مع باقي مكونات النظام الغذائي.
استفيدوا من تنوّع الاستخدامات. تُستخدم الحنطة في إعداد الخبز الريفي، والبسكويت الصحي، والسلطات الباردة. نكهتها أقرب إلى طعم الجوز، وقوامها أكثر صلابة.
يُستخدم القمح لصنع الخبز الأبيض، والمعكرونة، والفطائر، والسميد. تتعدّد أنواعه حسب طريقة الطحن، ويُعدّ الأكثر انتشارًا في العالم. يُطهى الشعير، كحبوب كاملة أو يُستخدم في إعداد الحساء والمشروبات مثل “ماء الشعير”. كما يدخل في إنتاج بعض أنواع الخبز والمأكولات النباتية.
لا يقتصر الفرق بين الحنطة والقمح والشعير فقط على الأسماء. بل هو فرق في التركيبة، والتأثير الغذائي، وعملية الهضم. يحمل كل نوع خصائص فريدة، ويمكن أن يكون مفيدًا جدًا إذا استُخدم بالشكل الصحيح.
إذا كنتم تسعون لتحسين صحتكم، خفّضوا استهلاك الطحين الأبيض، وجرّبوا التنويع بين الحنطة والشعير، ووازنوا بين القيمة الغذائية وسهولة الاستخدام. فالغذاء ليس فقط ما نأكله، بل ما يمتصّه الجسم ويستفيد منه. أخيرًا سبق وبيّنا لكم الفرق بين الشعير والقمح وأيهما أكثر فائدة لصحة الإنسان.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أفضّل دائمًا استخدام الحنطة في وصفاتي الخاصة. فهي تمنحني إحساسًا بالشبع، وتحافظ على نشاطي من دون شعور بإثقال المعدة. لكن في بعض الأحيان، أُضيف الشعير لوجباتي إذا شعرت بالحاجة إلى طاقة بطيئة الامتصاص. أنصحكم بتجربة هذه الأنواع بالتناوب، وستلاحظون الفرق في مستوى طاقتكم وهضمكم ومزاجكم اليومي.