في هذا المقال، سنأخذكم في رحلة حول العالم من خلال فنجان قهوة، نستعرض فيها أشهر أنواع البن وأصولها وتقاليد تقديمها الفريدة.

في كل صباح، قبل أن يبدأ العالم دورانه الحقيقي، يمدّ الكثيرون أيديهم إلى فنجان قهوة. فهذه النكهة العميقة والدفء المتسلل إلى الأعماق ليس مجرد مشروب، بل هو طقس يومي. وفي سياق متصل، يمكنكم التعرف على أنواع القهوة باردة أشهى الوصفات لإستقبال الصيف.

البن كما يجب أن يكون

البن كما يجب أن يكون، طازج، غني، ومصنوع بعناية ليرضي كل أفراد المجتمع. نقدمه لكم بعدة خيارات لتختاروا منها ما يناسب ذوقكم واحتياجاتكم اليومية.

بن الأرابيكا

يعد بن الأرابيكا (Arabica) من أشهر أنواع البن في العالم، ويزرع بشكل رئيسي في بلدان أمريكا الجنوبية مثل البرازيل وكولومبيا، وأيضًا في إثيوبيا وكينيا. بحيث يمتاز هذا النوع بمذاقه الناعم وحموضته المتزنة ورائحته الزهرية أو الفاكهية، ما يجعله مفضلًا لعشاق القهوة الراقية.

البرازيل، باعتبارها أكبر منتج للأرابيكا، تقدم قهوة بطعم الشوكولاتة والمكسرات، بينما تعرف القهوة الإثيوبية بنكهاتها العطرية المعقدة، التي تتدرج من الليمون إلى الياسمين.

روبوستا

إذا كنتم من محبي النكهات القوية والمرّة، فإن قهوة الروبوستا (Robusta) ستكون خياركم المثالي. وتزرع هذه الحبوب في مناطق مثل فيتنام، وإندونيسيا، وبعض أجزاء من إفريقيا، وتحتوي نسبة كافيين أعلى من الأرابيكا.

تستخدم الروبوستا عادة في خلطات الإسبريسو، لإضفاء كثافة وقوة، وتنتج رغوة غنية كثيفة. وفي فيتنام، تقدم القهوة مع الحليب المكثف المحلى، وتعرف باسم “كافيه سوا دا”، وهي تجربة لا تنسى من التوازن بين المرارة والحلاوة. وإليكم حيلة المقاهي لجعل القهوة المثلجة مثالية.

قهوة كونا من هاواي

وسط منحدرات بركانية خصبة في جزر هاواي، تنمو واحدة من أندر وأغلى أنواع القهوة في العالم: قهوة كونا (Kona). تمتاز بمذاقها النظيف والناعم، ونكهاتها التي تجمع بين الكراميل والفواكه الاستوائية.

تزرع هذه القهوة بكميات محدودة وتعتنى بها بعناية فائقة، ما يجعلها مفضلة لمحبي القهوة الذين يبحثون عن الجودة الفاخرة والنكهات المتوازنة.

قهوة الجبل الأزرق من جامايكا

تعد قهوة “بلو ماونتن” من جامايكا من أكثر أنواع القهوة ندرة وتميزًا، وتزرع في مرتفعات باردة ورطبة، مما يمنح الحبوب وقتًا أطول للنضوج.

ما يميز هذه القهوة هو غياب المرارة تقريبًا، ومذاقها الناعم جدًا، مع ملاحظات خفيفة من التوابل والشوكولاتة. وغالبًا ما تصدّر هذه القهوة إلى اليابان، حيث تعتبر رمزًا للترف والتميز.

القهوة التركية

القهوة التركية ليست نوعًا من البن بقدر ما هي طريقة تحضير عريقة. حيث تطحن الحبوب ناعمة كالبودرة وتطهى مع الماء والسكر حسب الرغبة في إبريق نحاسي يسمى “الركوة”، حتى تبدأ في الفوران.

تقدم القهوة التركية عادة مع قطعة حلوى أو تمر، وتعد جزءًا من التراث الثقافي في تركيا والدول العربية والبلقان. ما يميزها هو قوامها الكثيف وطعمها المركز، وغالبًا ما يقرأ الفنجان بعدها في جلسات “قراءة الفنجان”.

القهوة التركية اللذيذة

القهوة التركية اللذيذة هي مشروب دافئ بطعم غني ورغوة مميزة، تحضر على مهل ويستمتع بها في أي وقت من اليوم.

الإسبريسو الإيطالي

في إيطاليا، القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي عادة يومية وروح ثقافية. ويحضر الإسبريسو تحت ضغط عالٍ يخرج من آلة خاصة، ما يمنحه قوامًا مركزًا ورغوة ذهبية على الوجه.

الإسبريسو هو الأساس لأنواع متعددة من القهوة مثل الكابتشينو واللاتيه، وتعد القهوة وقفة سريعة في اليوم الإيطالي، يشربها الناس واقفين في المقاهي، بتوقيت دقيق ومزاج محدد.

طريقة عمل الاسبريسو

يمكن تحضير الإسبريسو في المنزل بدون ماكينة باستخدام القهوة المطحونة بشكل ناعم وطريقة ضغط بسيطة، للحصول على نكهة قوية وقوام مركز يشبه الإسبريسو التقليدي.

القهوة العربية

لا تكتمل أي رحلة بنّية من دون التوقف عند القهوة العربية، التي تحضّر بحب في بلاد الشام والخليج. تغلى الحبوب المطحونة مع الهيل أحيانًا، وتقدم في “الدلة” مع التمر أو الحلويات. وفي هذا السياق، تعرفوا على أفضل أنواع البن العربي.

طريقة تحضير القهوة العربية

القهوة العربية ليست فقط طقسًا اجتماعيًا، بل هي رمز للضيافة والكرم، ولها مكانة راسخة في المناسبات والعادات، من استقبال الضيوف إلى الجلسات العائلية.

في كل نوع من أنواع القهوة، تختبئ حكاية، من المزارعين الذين يقطفون الحبوب يدويًا، إلى طرق التحميص الدقيقة، وصولًا إلى فنجان يحمل نكهة الأرض والتقاليد. فالبن ليس مجرد مشروب يومي، بل هو لغة عالمية تتحدثها الشعوب بنكهاتها الخاصة.