في هذا المقال، نكشف لكم الفرق الحقيقي بين بذور القاطونة وبذور الكتان في الشكل، والتركيب، والاستخدامات، والتأثيرات الصحية.

في عالم التغذية والعلاجات الطبيعية، كثيرًا ما يتم الخلط بين أنواع متعددة من البذور ذات الفوائد الصحية، ومن أبرزها بذور القاطونة وبذور الكتان. وبينما قد تبدو متشابهة في بعض الاستخدامات أو الفوائد، إلا أن الحقيقة أن لكل منهما خصائصها المميزة وتركيبتها المختلفة التي تستحق التعرف عليها عن قرب. وفي هذا السياق، يمكنكم التعرف على تجربتي مع بذرة القاطونة للامساك والطريقة الصحيحة لتناولها.

ما هي بذور القاطونة؟

بذور القاطونة، وتعرف أيضًا باسم بذور القطونا أو الإسبغول (Psyllium Husk)، هي البذور التي تأتي من نبات يدعى Plantago ovata، موطنه الأصلي الهند وبعض المناطق الآسيوية. حيث تستخدم القشرة الخارجية للبذور غالبًا، وتعرف باسم قشور الإسبغول، وهي غنية جدًا بالألياف القابلة للذوبان.

تتميز بذور القاطونة بقدرتها على امتصاص الماء بكميات كبيرة، حيث تتضخم لتشكل مادة هلامية لزجة تساهم في تسهيل حركة الأمعاء، ولهذا فهي شائعة الاستخدام في حالات الإمساك وتنظيم حركة الجهاز الهضمي.

ما هي بذور الكتان؟

أما بذور الكتان (Flaxseeds) فهي بذور نبات Linum usitatissimum، وتزرع في العديد من دول العالم، مثل كندا، والولايات المتحدة، وأوروبا. كما تتميز هذه البذور بحجمها الصغير ولونها البني أو الذهبي.

تعد بذور الكتان من أغنى المصادر النباتية بأحماض أوميغا 3 الدهنية (حمض ألفا لينولينيك)، بالإضافة إلى احتوائها نسبة جيدة من الألياف والبروتينات والمركبات النباتية مثل اللينيان، وهي مضادات أكسدة قوية. تعرفوا على فوائد بذور الكتان لتنحيف البطن وطرق استعمالها.

الفروقات الأساسية بين بذور القاطونة وبذور الكتان

رغم أن كلا النوعين يدخلان في أنظمة غذائية صحية ويستخدمان كمكملات طبيعية، إلا أن الاختلافات بينهما كثيرة، سواء من حيث التركيب الغذائي، الاستخدامات الصحية، أو طريقة التناول، نوضحها فيما يلي:

التركيب الغذائي

• بذور القاطونة: عالية جدًا بالألياف القابلة للذوبان، لكنها لا تحتوي أوميغا 3 أو بروتينات ذات قيمة غذائية ملحوظة.
• بذور الكتان: تحتوي مزيج من الألياف القابلة وغير القابلة للذوبان، وأحماض أوميغا 3، وبروتينات نباتية، إضافةً إلى مضادات الأكسدة.

الاستخدامات الصحية

• القاطونة: تستخدم بشكل أساسي لتحسين الهضم، تخفيف الإمساك، تقليل الكوليسترول، ودعم التحكم في نسبة السكر في الدم.
• الكتان: مفيدة لصحة القلب، تقليل الالتهابات، دعم الهرمونات الأنثوية، تحسين صحة الجلد والشعر، وتقوية المناعة.

طريقة التناول

• القاطونة: عادة ما تستهلك على شكل قشور تخلط بالماء أو العصير، ويشرب الخليط فورًا قبل أن يصبح هلاميًا جدًا.
• الكتان: يمكن تناولها مطحونة أو كاملة، وتضاف إلى الزبادي أو العصائر أو الخبز أو السلطات، وغالبًا ما ينصح بطحنها لتحسين امتصاص الجسم للعناصر الغذائية.

عمل سلطة خضراء

تعتبر السلطة الخضراء وصفة صحية وغنية، ويمكنكم إضافة بذور الكتان إليها، وهذا ما يضيف لمسة من القرمشة وقيمة غذائية عالية بفضل الأوميغا-3 والألياف التي تساعد في تعزيز الهضم وتحسين صحة القلب.

الطعم والملمس

• القاطونة: ليس لها طعم ملحوظ، لكنها تعطي قوامًا هلاميًا عند خلطها بالماء.
• الكتان: لها طعم خفيف يشبه الجوز، وقوامها يضيف قرمشة لطيفة للأطعمة.

هل يمكن استبدال إحداهما بالأخرى؟

في بعض الاستخدامات، قد يظن أن بإمكاننا استبدال بذور القاطونة ببذور الكتان أو العكس، لكن هذا ليس دقيقًا دائمًا. مثلًا:

• في المعجنات النباتية، تستخدم بذور الكتان كمادة رابطة بديلة عن البيض عند خلطها بالماء، وكذلك تستخدم القاطونة لنفس الغرض بفضل قوامها الجيلاتيني. وهنا يمكن استخدام أي من النوعين حسب المتوفر.
• في علاج الإمساك، القاطونة أكثر فاعلية بفضل قدرتها العالية على امتصاص الماء وتكوين كتلة لينة تسهل التبرز.
• لدعم صحة القلب والأوعية الدموية، بذور الكتان تتفوق بسبب غناها بأوميغا 3.

تنبيه هام قبل الاستخدام

ورغم فوائدهما، لا ينصح بالإفراط في استهلاك أي منهما من دون استشارة مختص، لتجنب أي آثار جانبية محتملة:

• قد تسبب القاطونة انسدادًا معويًا إن لم يتم شرب كمية كافية من الماء معها.
• يحتوي الكتان مركبات قد تؤثر على امتصاص بعض المعادن إذا تم تناوله بإفراط. إليكم كيفية تناول بذور الكتان لتخفيف الوزن.

برأيي الشخصي كمحررة، إن بذور القاطونة ليست هي نفسها بذور الكتان، رغم تشابه بعض استخداماتهما في التغذية الطبيعية. فالقاطونة تتفوق في دعم الهضم بفضل أليافها القابلة للذوبان، بينما الكتان يتميز بتنوع عناصره الغذائية وفوائده للقلب والمناعة. كما أن معرفة الفرق بينهما تساعدكم على اختيار الأفضل لحاجتكم الصحية، وتمنحكم فرصة للاستفادة القصوى من كنوز الطبيعة الغذائية.