في هذا المقال، نستعرض العلاقة بين البامية وتكون الغازات، مع تسليط الضوء على فوائدها الصحية وكيفية تقليل آثارها الجانبية في حال وجدت.

في كل مطبخ شرقي، تحظى البامية بمكانة خاصة على المائدة، فهي من الخضروات المفضلة لدى الكثيرين بطعمها اللذيذ وقيمتها الغذائية العالية. ومع ذلك، يتساءل البعض، هل يمكن أن تكون البامية السبب وراء الغازات المزعجة التي نشعر بها بعد تناولها؟ تعرفوا على أهم فوائد البامية والفيتامينات الغنية بها.

البامية: خضار مغذية بطابع لزج

البامية هي نبات مزهر يزرع بشكل واسع في المناطق الدافئة، وتعرف بقرونها الخضراء الغنية بالألياف والمركبات النباتية المفيدة. وتتميز بقوامها اللزج عند الطهي، والذي يختلف الناس في تقبله، فالبعض يعشقه، بينما ينفر منه آخرون.

من الناحية التغذوية، البامية غنية بفيتامينات A وC وK، بالإضافة إلى حمض الفوليك والمغنيسيوم. كما أنها تحتوي كميات جيدة من الألياف القابلة للذوبان، وهي عنصر أساسي في تحسين صحة الجهاز الهضمي.

الغازات والانتفاخ: مشكلة شائعة بعد بعض الأطعمة

الغازات هي ناتج طبيعي لعملية الهضم، خصوصًا عند تناول أطعمة غنية بالألياف أو السكريات المعقدة التي يصعب تكسيرها بالكامل في الأمعاء الدقيقة. وبدلًا من ذلك، تصل هذه المركبات إلى القولون حيث تقوم البكتيريا بتخميرها، ما يؤدي إلى إنتاج الغازات.

لذلك، فإن بعض الخضار، خصوصًا البقوليات، القرنبيط، البروكلي، وحتى البامية، قد تسبب زيادة في الغازات عند بعض الأشخاص، لكنها لا تؤثر على الجميع بنفس الطريقة.

هل البامية تسبب الغازات فعلًا؟

الإجابة تعتمد على طبيعة جهازكم الهضمي ومدى تعودكم على تناول الألياف. فالبامية غنية بنوع من الألياف القابلة للذوبان يدعى البكتين، وهي ألياف مفيدة لصحة الأمعاء، لكنها قد تسبب غازات مؤقتة عند تناولها بكميات كبيرة أو فجأة من دون تعويد الجهاز الهضمي عليها تدريجيًا. وقد جاءت هذه المعلومات بحسب موقع casadesante.

كذلك، تحتوي البامية سكريات معقدة مثل الرافينوز، وهي نفس المادة الموجودة في الفاصولياء، والتي تعرف بتسببها بالغازات. إلا أن تأثيرها في البامية يكون أقل حدة نسبيًا مقارنة بالبقوليات، خصوصًا إذا تم طهيها بشكل جيد.

من هم الأكثر عرضة للغازات بعد أكل البامية؟

هناك فئات من الناس قد يشعرون بمزيد من الغازات بعد تناول البامية:

• الأشخاص غير المعتادين على الألياف: زيادة مفاجئة في الألياف قد تسبب انتفاخًا مؤقتًا.
• مرضى القولون العصبي: قد تؤدي الألياف القابلة للذوبان إلى تحفيز أعراض القولون، مثل الغازات أو التقلصات.
• من يعانون من نقص في إنزيمات الهضم: مما يجعل تكسير السكريات المعقدة أصعب ويؤدي إلى تخمرها بسرعة أكبر. تعرفوا أكثر على الأطعمة التي تسبب الغازات وانتفاخ البطن.

كيف تقللون من الغازات الناتجة عن تناول البامية؟

لحسن الحظ، هناك طرق فعالة لتقليل احتمالية حدوث الغازات عند تناول البامية، منها:

1. الطهي الجيد: سلق أو طهي البامية جيدًا يمكن أن يقلل من كمية المركبات المسببة للغازات.
2. البدء بكميات صغيرة: عند إدخال البامية أو أي خضار غني بالألياف إلى نظامكم الغذائي، ابدأوا بكميات صغيرة ليتأقلم الجهاز الهضمي.
3. الخلط مع مكونات أخرى: يمكن مزج البامية مع الأرز أو الطماطم أو اللحوم ما يساعد على تخفيف تأثيرها.
4. تناولها مع الأعشاب المهدئة: مثل النعناع أو الكمون أو الزنجبيل، والتي تساعد في تقليل الغازات.
5. مضغ الطعام جيدًا: تحسين عملية المضغ يساعد على الهضم وتقليل فرص حدوث الانتفاخ.

بامية بالزيت

البامية بالزيت طبق نباتي تقليدي يجمع بين النكهة الغنية والخفة، ويعد خيارًا صحيًا في المطبخ الشرقي.

صالونة بامية باللحم

صالونة البامية باللحم طبق شرقي غني بالنكهات، يجمع بين طراوة اللحم وطعم البامية المميز في صلصة طماطم متبّلة.

فوائد البامية تفوق آثارها الجانبية

رغم القلق من الغازات، لا يمكن تجاهل القيمة الصحية العالية للبامية. فهي تساعد على:

• خفض الكوليسترول بفضل محتواها من الألياف.
• تنظيم السكر في الدم، ما يجعلها خيارًا ممتازًا لمرضى السكري.
• تحسين الهضم ومنع الإمساك.
• تقوية الجهاز المناعي بفضل غناها بمضادات الأكسدة. إليكم 10 أطعمة صيفية تقوي جهازكم المناعي وتحميكم من الأمراض.

ومع الاستهلاك المنتظم والمتوازن، قد تزول مشكلة الغازات تمامًا بمرور الوقت.

برأيي الشخصي كمحررة، أرى أن البامية ليست عدوًا للمعدة كما يشاع، بل هي كنز غذائي قد يسبب انزعاجًا مؤقتًا لبعض الناس عند الإفراط أو التسرع في تناولها. ومع التدرج والاعتدال، يمكن للجميع الاستمتاع بطبق البامية الشهي من دون آثار جانبية تذكر.