ماذا يحدث لجسمكم إذا تناولتم حفنة كاجو يوميًا؟
نشر في 30.04.2025
عندما نفكر في الطهي السريع مع استهلاك طاقة أقل، يُعدّ الميكروويف الحل الأمثل دائمًا تقريبًا. فهو سريع، وفعال، وسهل الاستخدام، وآمن بشكل عام.
يُثير البعض تساؤلات حول سلامة الميكروويف، ويرجع ذلك أساسًا إلى طريقته الغريبة في تسخين الطعام، بالإضافة إلى القيود المفروضة على أنواع الأدوات التي يُمكن استخدامها داخله. ولكن في النهاية، ما هي الحقيقة في كل هذا؟ هل تُشكّل أفران الميكروويف خطرًا على الصحة؟ وهل تُغيّر بأي شكل من الأشكال جودة الطعام الذي نُحضّره فيها؟ وإليكم أطعمة يمكن طهيها باستخدام الميكروويف.
أفران الميكروويف تعمل بإشعاع كهرومغناطيسي غير مؤين، بتردد 2450 ميجاهرتز. حيث يُحفز هذا الإشعاع جزيئات الماء في الطعام على الاهتزاز، مما يُولّد الحرارة اللازمة لطهيه أو تسخينه.
ولكن على عكس الإشعاع المؤين، مثل الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة السينية المستخدمة في الطب، لا يمتلك إشعاع الميكروويف القدرة على كسر الروابط الكيميائية للجزيئات. هذا يعني أنه لا يُمكنه إتلاف الحمض النووي أو التأثير على الخلايا الأخرى، مما يجعله آمنًا لنا.
باختصار، لا يمتلك الميكروويف طاقة كافية لتغيير التركيب الكيميائي للطعام. لذا، يُعد تسخين الطعام أو إذابته في الجهاز آمنًا تمامًا.
قد يؤدي التعرض لدرجات حرارة عالية إلى فقدان العناصر الغذائية، ولكن هذا ينطبق على أي نوع من الطهي، سواءً في الميكروويف أو على موقد الغاز أو في الفرن التقليدي، أو حتى على الشواية.
ومن المثير للاهتمام أن بعض الدراسات تشير إلى أن الميكروويف قد يكون أكثر فائدة في هذا الصدد. ويرجع ذلك إلى أنه، نظرًا لطهيه الطعام بشكل أسرع وأقل قوة، فإنه يميل إلى الحفاظ على العناصر الغذائية بشكل أفضل مقارنةً بطرق التحضير الأخرى، التي قد تعرضها لدرجات حرارة أعلى لفترة أطول.
على سبيل المثال، قارنت دراسة أجرتها كلية الطب العليا بجامعة هارفارد عام 2021 study المستويات الغذائية لوجبة مجمدة مُحضرة في الميكروويف ونفس الوجبة المُحضرة في فرن تقليدي. ووجد الباحثون أن الفرق الوحيد بين الوجبتين هو أن الميكروويف احتفظ بكمية أكبر “قليلًا” من فيتامين سي.
علاوةً على ذلك، وجدت دراسة أخرى أُجريت عام 2019، أن تقصير أوقات الطهي (حوالي دقيقة واحدة) لا يؤثر سلبًا على القيمة الغذائية للطعام. بل إن الطهي بالبخار والميكروويف يزيدان من محتوى معظم الفلافونويدات، وهي مركبات مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.
رغم فائدة الميكروويف، إلا أنه من الضروري اختيار الأواني المناسبة لتسخين الطعام. حيث يجب تجنب قدر الإمكان الأواني التي تحمل ملصقات أو شارات أو بلاستيكًا مزخرفًا. فمع الحرارة، قد تتقشر وتطلق جزيئات تصل مباشرة إلى طعامنا. وهذا، وفقًا للدكتور نيكولاس أوليا، الخبير في اضطرابات الغدد الصماء والصحة، قد يشكل خطرًا حقيقيًا.
على سبيل المثال، في مقابلة مع صحيفة “لا فوز دي غاليسيا” الإسبانية، حذّر الطبيب من استخدام البلاستيك في المطبخ بشكل عام. وينصح باستبدال الأواني البلاستيكية بخيارات أكثر أمانًا، مثل الزجاج والسيراميك.
علاوةً على ذلك، وفي حالة الميكروويف تحديدًا، يكتسب الحذر أهمية أكبر: فعند تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية، هناك خطر انتقال المركبات الكيميائية إلى الطعام، وهذا بالتأكيد ليس المكون الإضافي الذي نرغب في إضافته إلى الطبق.
في هذا الصدد، ينصح بـاستبدال الأوعية البلاستيكية بأخرى زجاجية، وإذا كان الغطاء بلاستيكيًا، فيجب إزالته عند التسخين في الميكروويف واستبداله بصحن مقلوب. وقد يهمكم الإطلاع على دراسة: الميكروويف الخاص بكم يعج بالبكتيريا.
في النهاية، عند استخدامه بالطريقة الصحيحة، يكون الميكروويف آمنًا تمامًا. ويظل حليفًا قويًا في المطبخ: فهو يُساعد على تحضير الوجبات بشكل أسرع، ويوفر الطاقة، بالإضافة إلى الحفاظ على القيمة الغذائية للطعام بشكل شبه كامل.
عندما نضع سائلًا في القدر ليغلي، يسخن تدريجيًا حتى يصل إلى درجة الغليان، ويمكننا رؤية هذه التغيرات بالعين المجردة من خلال تكوّن الفقاعات.
في حالة الميكروويف، ليس هذا هو الحال تمامًا. فعلى عكس تسخين السوائل على الغاز، عند تسخين الماء أو الحليب في الميكروويف، قد يتجاوز درجة الغليان. يحدث هذا لأن درجة حرارة الجهاز تُسخّن السائل بشكل أسرع بكثير، مما يُسبب عملية تُسمى الغليان المتأخر.
بالإضافة إلى ذلك، وفي الغليان المتأخر، لا تستطيع الفقاعات المتكونة “الخروج” من الماء إلى الهواء، كما يحدث أثناء التسخين على الموقد أو الغاز. ومع ذلك، عند فتح الجهاز وإزالة الكوب أو الوعاء، “يهتز” السائل الساخن وتخرج هذه الفقاعات، وقد تفيض وتتناثر، بل وتنفجر فوقنا، مُسببةً حروقًا خطيرة.
بالطبع يمكننا تسخين السوائل في الميكروويف، شريطة اتخاذ بعض الاحتياطات لضمان سلامتها. أول ما يجب مراعاته هو اختيار الوعاء الذي سنستخدمه؛ فوفقًا للعديد من الشركات المصنعة، يُفضّل استخدام وعاء مفتوح ذي فوهة واسعة. لذلك، يجب تجنّب استخدام الأكواب أو الكؤوس الأمريكية الصغيرة.
بعد انتهاء تسخين السائل، يجب أن ننتظر بضع ثوانٍ لفتح الميكروويف، على الأقل 30 ثانية، مع أن الأمثل هو 60 ثانية. بهذه الطريقة، نمنحه وقتًا ليهدأ ونتجنب خطر الانفجار علينا. وفي هذا الصدد، توقفوا عن تسخين هذه الأطعمة في الميكروويف لانها تصبح ضارة!
المصدر: بعض المعلومات التي وردت في هذا المقال مترجمة من موقع Tudogostoso.