الخيار: الخضار البسيطة التي تخفي كنزًا من الفوائد!
نشر في 04.07.2025
هل يمكن فعلًا فصل الملح عن الماء؟ اكتشفوا في هذا المقال، أبرز الطرق العلمية والتقنيات الحديثة المستخدمة لاسترجاع الماء النقي.
عند الحديث عن فصل الملح عن الماء، قد يتبادر إلى أذهان البعض التجارب الكيميائية المعقدة أو المختبرات المجهزة، لكن الحقيقة أن هذا الموضوع يتقاطع بشكل مباشر مع حياتنا اليومية، خصوصًا في المطبخ. فالماء المالح ليس مجرد معادلة علمية، بل هو أحد المكونات التي نعتمد عليها في الطهي، التخليل، وحتى تنظيف بعض الأطعمة. ومع ذلك، إن احتجنا لاسترجاع الماء النقي أو استخلاص الملح من هذا المزيج، فهل هذا ممكن؟ الجواب: نعم، وبطرق مذهلة تجمع بين البساطة والابتكار العلمي. وفي سياق مشابه، تعرفوا على فوائد إضافة الملح إلى الماء قبل الشرب نتائج غير متوقعة.
قبل الغوص في طرق الفصل، من المهم فهم طبيعة الماء المالح. وعندما نضيف الملح (كلوريد الصوديوم) إلى الماء، يذوب مكونًا محلولًا متجانسًا، لا يمكن فيه تمييز الملح عن الماء بالعين المجردة. أي أن الذرات تتداخل بحيث يصبح من الصعب “تصفية” أحدهما عن الآخر بالوسائل التقليدية.
التبخير من أقدم وأسهل الطرق لفصل الملح عن الماء، ويعتمد على حقيقة أن الماء يتبخر عند درجة حرارة معينة تاركًا الأملاح والمعادن خلفه. وفي المطبخ، يمكن تنفيذ ذلك بوضع ماء مالح في مقلاة على نار هادئة وتركه حتى يتبخر تمامًا، لتتبقى بلورات الملح.
هذه الطريقة لا تحتاج إلى معدات متطورة، ويمكن للأطفال تجربتها في إطار تعليمي، أو حتى الطهاة إذا أرادوا إنتاج ملح منزلي خالص. كما يمكن إضافة أعشاب عطرية إلى الماء قبل التبخير للحصول على نوع من الملح المنكّه!
التقطير هو العملية التي يتم فيها تبخير الماء ثم تكثيفه مرة أخرى ليعود سائلًا، مع ترك الأملاح والرواسب خلفه. وتستخدم هذه الطريقة في محطات تحلية المياه وفي المختبرات. أما في المنزل، فيمكن تطبيقها ببساطة، من خلال وضع الماء المالح في قدر، ثم وضع وعاءً صغيرًا داخله ليجمع البخار المتكثف. نغطي القدر بغطاء مقلوب ونضع عليه ثلجًا أو ماءً باردًا لتسريع التكثيف.
في عالم الطهي، تستخدم هذه الطريقة أحيانًا بشكل غير مباشر عندما نريد نزع الرطوبة من بعض المواد أو تركيز النكهات. وإن كان الغرض الأساسي منها في هذه الحالة هو استرجاع الماء النقي، إلا أنها تعد مثالًا رائعًا عن كيف يمكن للمطبخ أن يلتقي مع العلم.
تستخدم هذه التقنية على نطاق صناعي، وتقوم على تمرير الماء المالح عبر أغشية شبه منفذة تحت ضغط عالٍ، ما يسمح بمرور جزيئات الماء فقط ويمنع جزيئات الملح. وتستخدم هذه الطريقة في تحلية مياه البحار لتوفير مياه شرب صالحة، خصوصًا في الدول الصحراوية.
ورغم أنها ليست عملية منزلية، فإن مفهومها يمكن تبسيطه وتطبيقه في مصافي المياه المنزلية (التي تزيل الأملاح والمعادن الثقيلة). فمثلما نبحث في المطبخ عن المذاق المتوازن، يسعى العلم لإعطائنا ماءً متوازنًا وخاليًا من المواد الضارة.
عند تجميد الماء المالح، يتجمد الماء أولًا ويتركز الملح في الجزء السائل. ورغم أن هذه الطريقة ليست فعالة تمامًا في الفصل الكامل، إلا أنها تستخدم في بعض الدراسات وتطبيقات الطوارئ. وفي المطبخ، قد تلاحظون أن مكعبات الثلج المصنوعة من ماء مالح أقل صفاءً، وهذا أحد أسباب ذلك.
دعونا نربط هذه الطرق مباشرة بالطبخ:
في النهاية، إن فصل الملح عن الماء ليس مجرد مسألة علمية بحتة، بل هو انعكاس لعلاقة أزلية بين الطبيعة والعقل البشري، بين البساطة والابتكار، بين المختبر والمطبخ. من التبخير البسيط إلى التقطير المعقد، كل طريقة تحمل في طياتها درسًا عن كيفية تعاملنا مع العناصر من حولنا. وفي هذا السياق، تعرفوا على استخدامات الملح في المطبخ.
برأيي الشخصي كمحررة، سواء كنا طهاة نسعى وراء نكهات متقنة، أو عشاقًا للتجارب المنزلية والفضول العلمي، فإن هذا الفصل المذهل بين الماء والملح ليس بعيدًا عنا. إنه في متناول أيدينا، على مواقدنا، وفي أكواب الماء التي نشربها، وفي رشة الملح التي نضيفها بإبداع كل يوم.