لأول مرة عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن يتفوق على مستوى العالم
نشر في 08.10.2025
تعد الأكلات الشعبية القديمة جزءًا لا يتجزأ من تراث المجتمعات المختلفة، فهي تعكس الهوية الثقافية والتقاليد العريقة التي تتوارثها الأجيال.
يعتمد الناس في الماضي على الموارد المتوفرة محليًا لإعداد وجباتهم، مما جعل هذه الأطعمة تتميز بنكهة فريدة وطابع مميز يعكس البيئة الجغرافية والظروف الاقتصادية والاجتماعية. اليوم، تشهد هذه الأكلات عودةً ملحوظة على مستوى العالم، حيث ينجذب الناس إلى البساطة والحنين إلى الماضي. وننصحكم بالإطلاع على المطبخ السعودي وأكلات شعبية انتشرت حول العالم.
المطابخ العربية غنيّة بأكلات شعبية قديمة ما زالت تحتفظ بمكانتها رغم مرور الزمن، فهي تعبّر عن الهوية والموروث الثقافي في كل منطقة، وبعض هذه الوصفات ما زال يُحضَّر حتى اليوم كما كان يُحضَّر قديمًا، بينما أُدخلت تحسينات بسيطة على بعضها لتناسب العصر. ومن هذه الأكلات نقدم لكم الآتي:
إذا مررتم يومًا ببيت شامي تفوح منه رائحة البصل المحمّر، فربما كانت المجدرة تُطهى هناك، فهي من أكثر الأأكلات الشامية ارتباطًا بالمائدة العائلية، تُطهى العدس في الماء حتى ينضج، ثم يُضاف إليه الأرز والملح، ويُترك الخليط على نار هادئة، يُحمّر البصل حتى يكتسب لونًا ذهبيًا، ويُضاف على الوجه، تُقدّم المجدرة غالبًا مع اللبن أو السلطة، وتبقى خيارًا مشبعًا وبسيطًا يعكس روح المطبخ الشامي.
في المغرب وتونس والجزائر، لا تكتمل جمعة عائلية بدون طبق كسكسي يتوسّط المائدة، الكسكسي يُعد من دقيق السميد المبخّر، ويُقدَّم مع مرق غني بالخضار واللحم أو الدجاج، يُرتب في طبق كبير، ويُزيَّن بالخضار المطهوة والحمص وقطع اللحم، نكهاته الدافئة وتوابله المتوازنة تجعله محببًا للصغار والكبار، ويظل هذا الطبق حاضرًا في المناسبات والأعياد وحتى في الأيام العادية، كوجبة تجمع العائلة على دفء الطعم والذكريات.
الدولمة العراقية من الأطباق الغنية التي تتفنن فيها سيدات العراق، وتُحضّر من خضروات محشوة بالأرز واللحم مثل ورق العنب، الكوسا، الباذنجان والفلفل، وتُطهى ببطء في صلصة طماطم حمضية مع نكهة الليمون، تُرتّب المكونات في القدر، وتُطهى حتى تتجانس النكهات وتذوب الخضار، وتُقدَّم غالبًا في الولائم والمناسبات، وتُعد إحدى أكلات شعبية قديمة في العراق ارتبطت بالكرم والضيافة ودفء البيت العراقي.
ببساطة مدهشة ومكونات لا تتجاوز أصابع اليد، يظهر الشلولو كأحد أقدم أطباق الصعيد المصري، يُحضَّر من مكون الملوخية الناشفة والثوم والشطة والليمون، وتُضاف إليه الماء البارد ليكون جاهزًا خلال دقائق، يُؤكل باردًا مع الخبز البلدي، خصوصًا في أيام الصيف، أو في صيام رمضان، ورغم بساطته، يتمتع الشلولو بنكهات قوية وتقاليد متجذّرة في البيوت الريفية، مما يجعله طبقًا لا يُشبه غيره في بساطته وروحه.
رائحة الثوم المحمّر في السمن البلدي وحدها كفيلة بإعلان حضور الفتة على المائدة، وهي من أشهر الأكلات المصرية المرتبطة بالأعياد والمناسبات، تُحضَّر من الخبز المحمّص والأرز وصوص الخل والثوم، وتُسكب الشوربة الساخنة فوق المزيج ليكتسب الطراوة والنكهة، ثم تُضاف “الطشة” على الوجه لتمنحه طعمه المميز، وتُقدَّم أحيانًا مع اللحم أو الكوارع، لتكتمل الوجبة بطابعها المصري الأصيل.
شوربة الحريرة من أشهر الأكلات المغربية التي تُقدَّم على مائدة رمضان، وهي طبق دافئ ومغذي يجمع بين العدس، الحمص، الطماطم، الكرفس، الشعرية، والتوابل المغربية الغنية، تُطهى على نار هادئة، ويُضاف إليها البيض المخفوق في المرحلة الأخيرة، ويُقدَّم الطبق عادةً إلى جانب التمر وخبز الشراك، وقد بقيت الحريرة رمزًا للبيت المغربي في شهر الصيام، وهي من أكثر أكلات شعبية قديمة التي ما زالت محافظة على مكانتها رغم تطوّر الأذواق. وإليكم مأكولات جيزانية: سر من أسرار ثقافة وتراث المطبخ السعودي.
تُعتبر المقلوبة الفلسطينية من أشهر الأكلات الشعبية هناك، فهي طبق متجذّر في المطبخ الفلسطيني، ويُحضّر في المناسبات كما في الأيام العادية، يُحبّها الكثيرون لطعمها الغني وشكلها الملفت عند التقديم، وهي أكثر من مجرد طعام، بل طقس عائلي يعبّر عن الترابط والدفء، تُحضّر المقلوبة من الأرز، وقطع اللحم أو الدجاج، وخضروات مقلية مثل الباذنجان أو القرنبيط أو البطاطس، تُرتّب المكونات في القدر بطبقات، ويُسكب فوقها المرق المُنكّه، ثم تُطهى على نار هادئة حتى ينضج الأرز وتتماسك الطبقات، تُقلَب في طبق التقديم بحذر لتظهر بشكلها الشهي المعروف، وتُقدّم ساخنة إلى جانب اللبن أو السلطة.
تؤدي الأكلات الشعبية دورًا كبيرًا في تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على التراث الشعبي. فهي ليست مجرد طعام بسيط، بل هي قصص وحكايات تعود جذورها إلى عصور قديمة. إن توثيق هذه المأكولات لا يقتصر على الوصفات فقط، بل يمتد إلى عادات الطهي وأسلوب الحياة الذي كان سائدًا. وإليكم أكلات حايلية شهيرة تعزّز التراث السعودي.
تمثل الأكلات الشعبية التقليدية مرآة تُعبر عن تاريخ المجتمع وثقافته. فعلى سبيل المثال، طبق الكبسة في منطقة الخليج العربي يُعبر عن أهمية الأرز واللحوم في حياة السكان، وطبق الكسكس في شمال أفريقيا يعبر عن الاعتماد على الحبوب المحلية، مثل: القمح والشعير. هذه الأطباق أصبحت رمزاً للضيافة والأصالة في تلك الثقافات.
برأيي الشخصي كمحررة، إن الأكلات الشعبية القديمة ليست مجرد وصفات تقليدية، بل تمثل جزءًا من تاريخ الشعوب وذاكرتها الحية. كما أنها تعبير عن بساطة الحياة، ودفء العائلة، وعمق الانتماء!