تعرفوا في هذا المقال على أبرز أضرار حليب الشوكولاتة الصحية، مثل تأثيره على الوزن وصحة الأسنان، ولماذا يجب تناوله باعتدال للتخفيف من أضراره.

يعتبر حليب الشوكولاتة من المشروبات المحببة لدى الكبار والصغار على حد سواء، لما يجمعه من مذاق لذيذ وقوام كريمي يضفي عليه لمسة من المتعة، خصوصًا عند تناوله باردًا أو بعد ممارسة الرياضة. ومع كونه يصنّف أحيانًا كبديل “لذيذ” للحليب العادي، ويروج له كوسيلة لتشجيع الأطفال على شرب الحليب، فإن الحقيقة الصحية خلفه ليست بهذه البراءة. وفي هذا السياق، تعرفوا على فوائد شرب الحليب يوميًا .

أضراره قد تدهشكم

يحمل هذا المشروب في طياته عددًا من الأضرار الصحية التي تجعل استهلاكه المنتظم محل قلق، خصوصًا لمن يراقبون صحتهم أو صحة أطفالهم.

السكر المضاف: العدو الخفي

أكبر ما يعيب حليب الشوكولاتة هو احتواؤه كميات كبيرة من السكر المضاف. ففي حين أن الحليب الطبيعي يحتوي سكر طبيعي يعرف باللاكتوز، فإن حليب الشوكولاتة يضاف إليه السكر أو شراب الذرة عالي الفركتوز لتحسين الطعم. وإن كوب واحد فقط من حليب الشوكولاتة قد يحتوي ما يصل إلى 25 غرامًا من السكر، وهو ما يتجاوز نصف الكمية اليومية الموصى بها للأطفال والبالغين. إليكم مشروبات ومأكولات تحتوي كميات من السكر.

هذا الاستهلاك المرتفع للسكر يرتبط بمجموعة من المخاطر الصحية أهمها:

• زيادة الوزن
• ارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني
• تسوس الأسنان
• مشاكل في الكبد
• خلل في توازن الطاقة والنشاط خصوصًا عند الأطفال

سعرات حرارية زائدة بلا فائدة

رغم أن الحليب مصدر جيد للبروتين والكالسيوم وفيتامين D، فإن حليب الشوكولاتة يحمل عبئًا إضافيًا من السعرات الحرارية غير الضرورية، والتي تأتي أساسًا من السكر والدهون المضافة. وهذا يجعل منه مشروبًا كثيف السعرات مقارنة بالحليب العادي، ما قد يؤدي إلى زيادة غير مرغوبة في الوزن مع مرور الوقت، لا سيما إذا تم استهلاكه بشكل يومي.

تحفيز السلوك العدواني عند الأطفال

تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من السكر يمكن أن يؤثر على السلوك والانتباه لدى الأطفال. حليب الشوكولاتة، عندما يستهلك بكثرة، وقد يكون له تأثيرات مزاجية مؤقتة تشمل القلق، وفرط النشاط، وصعوبة التركيز، ويعتقد أن ذلك يعود إلى التفاعل بين السكر والكافيين (في حال وجد بكميات ضئيلة في الكاكاو).

دهون مشبعة ومكونات صناعية

في بعض الأنواع التجارية من حليب الشوكولاتة، تستخدم الدهون المشبعة أو الزيوت النباتية المهدرجة لتحسين الطعم والقوام. وهذه الدهون ترتبط بمخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول. كما تضاف أحيانًا منكهات صناعية ومواد حافظة لا يحتاجها الجسم، بل قد تؤدي إلى تفاعلات تحسسية لدى بعض الأشخاص أو تأثيرات سلبية على الجهاز الهضمي.

تضليل غذائي وتسويق مفرط

تروج بعض الشركات لحليب الشوكولاتة كخيار “رياضي” أو مناسب بعد التمارين، وذلك بسبب احتوائه الكربوهيدرات والبروتين. ورغم أن هذا الترويج قد يحمل شيئًا من الصحة في ظروف معينة، فإن المشكلة تكمن في أن غالبية الناس لا يحتاجون إلى هذا النوع من “الانتعاش الغذائي” بعد كل نشاط بدني، خصوصًا الأطفال أو من يمارسون نشاطًا خفيفًا. وبذلك يتحول هذا المشروب إلى عبء غذائي لا حاجة له.

تأثيرات على التوازن الغذائي للأطفال

عندما يعتاد الطفل على حليب الشوكولاتة، فإنه قد يرفض الحليب العادي أو البدائل الصحية مثل اللبن الطبيعي أو الحليب النباتي. وهذا يؤدي إلى عادات غذائية غير متوازنة، ويجعل الطفل أكثر عرضة لاستهلاك السكر في بقية نظامه الغذائي أيضًا. والأسوأ أن البعض يعتمد على هذا المشروب كمصدر وحيد للكالسيوم، من دون الانتباه إلى بقية مكوناته غير الصحية.

البدائل الصحية موجودة

إذا كنتم تحبون طعم الشوكولاتة لكنكم قلقون من مضار هذا المشروب، فهناك بدائل أكثر صحية يمكن تحضيرها في المنزل، مثل:

• حليب طبيعي غير محلى مضاف إليه كاكاو خام مع القليل من العسل
• استخدام الحليب النباتي كحليب اللوز أو الشوفان مع نكهة الشوكولاتة الطبيعية
• تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة بجانب كوب من الحليب

بهذه الطرق، يمكن الاستمتاع بالنكهة من دون الحصول على الجرعة العالية من السكر والمكونات الضارة.

طريقة عمل حليب بالموز

حليب بالموز مشروب مغذي ولذيذ يجمع بين طاقة الفاكهة وفوائد الحليب، ويعد خيارًا مثاليًا للفطور أو كوجبة خفيفة صحية. لكن حاولوا تحضيره من دون سكر مضاف.

برأيي الشخصي كمحررة، ورغم لذته وشعبيته، فإن حليب الشوكولاتة ليس بريئًا كما يبدو. فهو مشروب غني بالسعرات والسكر والدهون، وقد تكون له تأثيرات سلبية على الصحة، خصوصًَا إذا تم تناوله بانتظام ومن دون وعي. فلا بأس من تناوله من وقت لآخر، لكن لا يجب أن يعامل كخيار يومي أو كبديل للحليب الطبيعي. فالتوازن والوعي الغذائي هما الأساس في بناء عادات صحية مستدامة.