فوائد لحم الغزال المذهلة.. لماذا يُعدّ كنزًا غذائيًا نادرًا؟
نشر في 14.07.2025
يتساءل كثيرون: هل الشاي يسبب الإمساك أم أنّه في الحقيقة يُسهّل عمليّة الهضم؟ يُعتبر الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم. إذ يبدأ بشربه البعض صباحهم وينهون به يومهم، لكن قلّة فقط من تنتبه لتأثيره الحقيقي على الجهاز الهضمي. فرغم نكهته المريحة ودوره الاجتماعي، إلا أن آثاره قد تختلف باختلاف نوعه، وكميّته، وتوقيت شربه.
نستعرض في هذا المقال الإجابة الكاملة على سؤال هل الشاي يسبب الإمساك من منظور علمي وغذائي. نسلّط الضوء على مكوّناته، وتأثير مادّة التانينات والكافيين، والفرق بين الأنواع المختلفة، ومتى يُسهّل شرب الشاي عمليّة الهضم، ومتى يُربكها؟
ابدؤوا بالتفريق بين أنواع الشاي، لأن تأثيره على الأمعاء لا يتساوى بين الأصناف. يُحضّران الشاي الأسود والأخضر من نفس النبتة (Camellia sinensis) لكن بدرجات تخمير مختلفة. يحتوي كل منهما مادة الكافيين، بالإضافة إلى مركبات “التانين” التي تعطيه قوة الطعم القابض.
تُشير الأبحاث إلى أن التانينات تُبطئ حركة الأمعاء عند استهلاكها بكميات كبيرة، وقد تُساهم في جفاف البراز، مما يُؤدي إلى شعور بالإمساك لدى بعض الأشخاص. لكن يحتوي الشاي في الوقت نفسه، مضادات أكسدة تُحسّن من عملية الهضم وتقلّل من التهابات الأمعاء.
تحتوي أغلب أنواع الشاي مادة الكافيين، حيث يُحفّز هذا المركّب الجهاز العصبي ويساهم في تنشيط حركة الأمعاء بدرجة معتدلة. وعند استهلاكه بكميات كبيرة، يفقد الجسم نسبة من السوائل نتيجة تأثير الكافيين المدرّ للبول، مما قد يؤدّي إلى الجفاف.
تقل كمية الماء المتاحة في القولون لترطيب البراز عند حدوث الجفاف، مما يؤدي إلى تصلّبه وصعوبة خروجه. لذلك، إذا كنتم تتناولون الشاي بكثرة من دون تعويض كافٍ من الماء، فقد تُواجهون مشكلة الإمساك. يُعد التوازن هنا أساسي. شرب كوب أو اثنين من الشاي يوميًا، مع شرب الماء بانتظام، لا يُسبب إمساكًا لدى الأغلب، بل قد يُساعد في تحسين عملية الإخراج.
تُشكّل مادّة التانينات عاملًا مهمًا في تحديد إجابة سؤال هل الشاي يسبب الإمساك. تمنح هذه المركبات النباتية، الشاي نكهته القابضة، وتُقلّل من امتصاص بعض المعادن مثل الحديد، وقد تُؤثّر على البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
عند استهلاك الشاي بعد تناول الوجبات مباشرة، قد تؤدّي مادّة التانينات إلى تعطيل امتصاص العناصر الغذائية الضرورية لمرونة الأمعاء، مما يُضعف حركتها تدريجيًا. لذا يفضّل شرب الشاي بعد ساعة أو أكثر من تناول الطعام، مع تجنّب الإفراط فيه، خصوصًا لمن يُعانون أصلًا من بطء في حركة القولون.
لا تظنّوا أن شرب كل أنواع الشاي تُسبّب شعور الإمساك. فيُستخدم بعضها في الطب الطبيعي لعلاج مشكلات الهضم. يعدّ شاي الأعشاب مثل البابونج، والنعناع، والزنجبيل، أو مشروب الشمر، خالٍ من مادّة الكافيين والتانينات، ويُساعد على تهدئة عضلات الأمعاء، وتحفيز حركتها بلطف.
كما أنّ شاي السنامكي يُعتبر من أشهر المشروبات المُليّنة، ويُستخدم في علاج مشكلة الإمساك المؤقّت. لكنه لا يُنصح بشربه يوميًا، لأنه قد يُسبّب اعتمادًا طويل المدى لدى الأمعاء. من هنا نفهم أن السؤال هل الشاي يسبب الإمساك ينطبق على شرب الشاي التقليدي الأسود أو الأخضر عند الإفراط في استهلاكه.
قد لا ينتبه الكثيرون إلى أن درجة حرارة الشاي تؤدّي دورًا في كيفية تفاعل الجسم معه، خصوصًا الجهاز الهضمي. فشرب الشاي وهو ساخن جدًا قد يُسبّب التهاب خفيف في بطانة المعدة، مما يُؤثر سلبًا على انقباضات الأمعاء، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلة القولون الحساس أو الالتهابات المعوية.
في المقابل، شرب الشاي الفاتر أو الدافئ بشكل معتدل قد يكون ألطف على المعدة، ويُساهم في تهدئتها وتحفيز عملية الإخراج بهدوء.
أظهرت دراسة علمية نُشرت في European Journal of Clinical Nutrition عام 2015، أنه لا يرتبط الاستهلاك المعتدل للشاي مباشرة بالشعور بالإمساك لدى الأشخاص الأصحاء. وقد بيّنت أن تأثير الشاي على حركة الأمعاء يعتمد على العوامل الشخصية مثل نسبة استهلاك الماء، والنظام الغذائي العام، والحركة البدنية.
هل الشاي يسبب الإمساك؟ الجواب ليس مطلقًا. فالشاي، عند شربه باعتدال، لا يُؤدّي إلى الإمساك لدى معظم الأشخاص. لكن عندما يقترن بالإفراط، وقلة شرب الماء، أو توقيت غير مناسب بعد الأكل، فقد يُؤثّر سلبًا على عملية الهضم ويُسبّب بطئًا في عملية الإخراج.
لذا، ننصحكم بالاعتدال في شربه، واختيار النوع المناسب حسب احتياجاتكم. جرّبوا احتساء شاي الأعشاب، ولا تُبالغوا في رفع الكمية، واشربوا الماء بكثرة. عندها، يمكن للشاي أن يكون مشروبًا مفيدًا، لا مسببًا لمشكلة غير مرغوبة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكم عن مشروبات منزلية تخلصكم من الإسهال بسرعة فائقة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أن الشاي مشروب رائع إذا استُهلك بذكاء. أفضّل شخصيًا احتساء شاي النعناع بعد تناول وجبة الغداء، وأتجنّب شرب الشاي الأسود مباشرة بعد تناول الطعام. كما أحرص على شرب كوب ماء مقابل كل كوب شاي أشربه خلال اليوم. أستمتع بهذه الطريقة، بفوائده من دون أن أُعرّض نفسي لأي آثار جانبية غير مرغوبة، خصوصًا تلك المرتبطة بالجهاز الهضمي.