هل يمكن للعسل أن يكون علاجًا طبيعيًا فعالًا؟ في هذا المقال، سنقدم لكم الحقيقة بالتفصيل بناءً على الأدلة المتوفرة لدينا.

ارتجاع المريء (GERD) من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا، ويحدث عندما ترتد محتويات المعدة، خصوصًا الحمض، إلى المريء مسببة شعورًا بالحرقة في الصدر (حرقة المعدة)، وطعمًا حامضًا أو مرًا في الحلق. ومع تطور الوعي الصحي، يتجه الكثيرون إلى البدائل الطبيعية لتخفيف أعراض ارتجاع المريء، ومن بين هذه الخيارات يبرز العسل كأحد الأطعمة التي يشاع أنها مفيدة للجهاز الهضمي. وفي سياق مشابه، يمكنكم التعرف على لون العسل الأصلي وكيف تميزونه بسهولة.

ما هو العسل ولماذا يعتقد أنه مفيد؟

العسل مادة طبيعية غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وله خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات. وهذه الخصائص جعلت العسل يستخدم منذ قرون في التئام الجروح، وتهدئة الحلق، وتقوية المناعة. بناءً على هذه الخصائص، بدأ البعض يتساءلون: هل يمكن للعسل أن يلطف بطانة المريء ويقلل من تهيج الحمض الراجع من المعدة؟

كيف يمكن للعسل أن يؤثر على ارتجاع المريء؟

هناك عدة آليات محتملة تجعل من العسل خيارًا مهدئًا لأعراض ارتجاع المريء:

1. خصائصه المضادة للالتهاب: يحتوي العسل مركبات مضادة للالتهابات قد تساعد في تقليل تهيج المريء الناتج عن الحمض.
2. تأثيره المهدئ: قوام العسل السميك يمكن أن يغلف جدار المريء، مما يخلق حاجزًا مؤقتًا يحمي من أحماض المعدة.
3. مضادات الأكسدة: العسل غني بمركبات البوليفينول التي قد تساعد في حماية الأنسجة من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي المرتبط بالارتجاع.
4. تنظيم حموضة المعدة: بعض الأبحاث غير الحاسمة تشير إلى أن العسل قد يساعد في موازنة الحموضة وتحسين الهضم.

ماذا تقول الدراسات العلمية؟

حتى الآن، لا توجد دراسات سريرية كبرى تثبت فعالية العسل كعلاج أساسي لارتجاع المريء، لكن بعض الدراسات الصغيرة والتقارير الفردية تدعم إمكانية استخدامه كمكمل لتخفيف الأعراض. على سبيل المثال:

هناك دراسات تناولت العسل في سياق تهدئة التهابات الجهاز الهضمي، لكن بدون تركيز مباشر على الارتجاع. وقد حصلنا على هذه المعلومات من موقع medicalnewstoday.

من المهم التوضيح أن هذه النتائج ليست كافية لتوصية العسل كعلاج رسمي، لكنها تفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث المستقبلية.

أنواع العسل وهل تفرق؟

ليست كل أنواع العسل متساوية. فالعسل الخام (غير المعالج بالحرارة أو المصفّى بشكل مفرط) يحتوي تركيز أعلى من الإنزيمات والمركبات النشطة. ومن بين الأنواع الأكثر شهرة، يأتي عسل المانوكا كمثال يقال إنه يحتوي خصائص مضادة للبكتيريا أقوى من غيره، وقد يكون أكثر فعالية في حالات الالتهاب.

لكن يجدر الانتباه إلى أن بعض الأنواع التجارية من العسل تحتوي سكريات مضافة أو قد تكون مفلترة بشكل كبير، ما يقلل من فائدتها الصحية.

كيف يمكن استخدام العسل للتخفيف من ارتجاع المريء؟

إذا قررتم تجربة العسل كخيار طبيعي، فإليكم بعض النصائح:

• تناولوا ملعقة صغيرة من العسل الخام قبل النوم بحوالي 30 دقيقة.
• يمكن أيضًا مزجه بالماء الفاتر أو الحليب الدافئ وشربه ببطء.
• تجنبوا خلطه بالأطعمة الحمضية مثل الليمون أو الخل، لأن ذلك قد يفاقم الأعراض.
• احرصوا على استخدام العسل كجزء من نمط حياة صحي، وليس كبديل للعلاج الطبي.

من يجب أن يتجنب العسل؟

• مرضى السكري: يحتوي العسل سكريات طبيعية، لذا يجب على مرضى السكري توخي الحذر ومراقبة مستويات السكر في الدم.
• الأطفال دون سنة: لا ينصح بإعطاء العسل للأطفال الرضع بسبب خطر الإصابة بالتسمم السجقي (Botulism).
• من لديهم حساسية من منتجات النحل: يجب تجنب العسل تمامًا.

وصفات شهية بالعسل

فيما يلي نستعرض لكم ألذ الوصفات التي يمكنكم من خلالها الاستمتاع بطعم العسل الذي لا يقاوم:

صوص العسل

صوص العسل هو مزيج لذيذ يجمع بين حلاوة العسل ولمسات من المكونات الأخرى كالثوم، ويستخدم لإضفاء نكهة مميزة على الدجاج والمأكولات المشوية والسلطات.

دجاج بالعسل على الطريقة الصينية

الدجاج بالعسل على الطريقة الصينية هو طبق شهي يتميز بقطع الدجاج المقرمشة المغلفة بصلصة حلوة ولذيذة تجمع بين العسل، ويقدم غالبًا مع الأرز أو النودلز.

العسل ليس علاجًا سحريًا لارتجاع المريء، لكنه قد يساعد في تخفيف بعض الأعراض الخفيفة بفضل خصائصه المهدئة والمضادة للالتهاب. ومع ذلك، يبقى من الضروري استشارة الطبيب قبل الاعتماد عليه كعلاج، خصوصًا في الحالات المزمنة أو الشديدة. وتعرفوا أيضًا على تجربتي مع خل التفاح لارتجاع المرئ.