هل العدس من البقوليات؟ تعرفوا على سر هذا الغذاء الرائع
نشر في 09.07.2025
البروكلي من الخضراوات التي قد تُسبب غازات زائدة لدى البعض. ويشير خبراء الصحة إلى أن هذا قد يكون ناتجًا عن طريقة تحليل الجسم للكربوهيدرات.
البروكلي من فصيلة الخضراوات الصليبية، والمعروف بخصائصه المضادة للأكسدة القوية. البروكلي هو الجزء المزهر من النبات قد تحمي من السرطان، وتحافظ على صحة القلب، وتعزز صحة الجهاز الهضمي. ويمكنك استخدام البروكلي لأغراض أخرى أكثر بكثير مما تظن، مثل بشره في السلطة أو تحضير بيستو البروكلي. وفي سياق متصل، البروكلي أم القرنبيط: أيهما أكثر صحة للجسم؟
وفقًا للمؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي (IFFGD)، يُعد البروكلي من الأطعمة الأكثر عرضة للتسبب بالغازات. حيث توضح المؤسسة أن الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة، مثل البروكلي، قد تكون على شكل سكريات ونشويات وألياف.
يقوم الجسم بتفكيك هذه الكربوهيدرات في الأمعاء، نازعًا العناصر الغذائية الأساسية اللازمة للطاقة. ومع ذلك، يمكن للكربوهيدرات أن تُسبب الغازات أثناء تحللها في الأمعاء الغليظة، أو القولون.
من ناحية أخرى، يحتوي البروكلي أيضًا ألياف غذائية قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان. بينما تمتص الألياف الغذائية القابلة للذوبان الماء، لا تمتص الألياف غير القابلة للذوبان الماء. وتشير المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي أن هذه الألياف قد تساعد في تخفيف أعراض الغازات، إلا أن الإفراط في تناول نوع واحد منها قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف آثار هذه الألياف المختلفة من شخص لآخر، لذلك قد يعاني بعض الأشخاص من غازات أكثر من غيرهم بعد تناول نوع واحد من الألياف الغذائية.
وفقًا للأبحاث، يحتوي البروكلي أيضًا كميات صغيرة من بعض السكريات التي يُطلق عليها أخصائيو الرعاية الصحية اسم “الفركتو أوليجوساكاريد” (FOS) و”الرافينوز أوليجوساكاريد” (RFOs). تعمل هذه المركبات كبريبيوتيك لبكتيريا القولون.
كما أن البريبيوتيك مصدر غذائي لهضم البكتيريا. أثناء هضم البكتيريا للسكر في البروكلي، قد تُنتج غازات. في حين تُشير الأبحاث إلى أن البريبيوتيك مفيدة للجهاز المناعي، إلا أنها قد تُسبب غازات زائدة لدى بعض الأشخاص.
وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي كوب واحد من البروكلي النيء مايلي:
يحتوي البروكلي العديد من العناصر الغذائية، إلا أن الأبحاث المتعلقة به تركز على الجلوكوسينولات، وهي مركبات تحتوي على الكبريت داخله. تُضفي هذه المواد الكيميائية على البروكلي رائحةً قويةً ونكهةً قوية. وإليكم فوائد براعم البروكلي لجرثومة المعدة.
وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، تتحلل الجلوكوسينولات أثناء المضغ إلى مركبات أصغر، والتي قد يكون لها تأثيرات مضادة للسرطان.
كما قد يحمي تناول الأطعمة التي تحتوي الجلوكوسينولات الخلايا من تلف الحمض النووي، ويُثبط نشاط المواد المسرطنة، ويُعزز موت الخلايا السرطانية، وله تأثيرات مضادة للالتهابات في الجسم. وقد أظهرت دراسات مختلفة وجود صلة بين تناول الخضراوات الصليبية وانخفاض حالات الإصابة بسرطان الثدي والرئة والبروستاتا.
وفقًا لمراجعة نُشرت في مجلة “المغذيات”، تتميز الجلوكوسينولات أيضًا بخصائص مضادة للأكسدة تُفيد القلب. وقد أثبتت ثماني دراسات على الأقل أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الخضراوات الصليبية لديهم معدلات أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية.
وأخيرًا، يُعد البروكلي مصدرًا قيّمًا للألياف، التي تُعزز الهضم وتُساعد على التحكم في الشهية. كما تؤدي الألياف دورًا في تجمع البكتيريا النافعة في الأمعاء.
وقد بحثت دراسة حديثة في كيفية تأثير تناول البروكلي على ميكروبات الجهاز الهضمي لدى البالغين الأصحاء. وطُلب من ثمانية عشر شخصًا تناول 200 غرام (حوالي كوبين) من البروكلي المطبوخ يوميًا لمدة 18 يومًا.
في نهاية الدراسة، وجد الباحثون أن من تناولوا البروكلي شهدوا تغيرات إيجابية في ميكروبيوم أمعائهم. كان لدى مستهلكي البروكلي عدد أقل من بكتيريا فيرميكوتس، وهي سلالة بكتيريا معوية مرتبطة بالأمراض المزمنة، وعدد أكبر من بكتيريا باكتيرويديز، وهي سلالة بكتيريا معوية مفيدة. تشير هذه النتائج إلى أن تناول البروكلي يؤثر إيجابًا على تركيب ووظيفة الميكروبيوم.
يُسبب البروكلي بعض الأشخاص الغازات والانتفاخ. فهو يحتوي الرافينوز، وهو نوع من السكر لا يُهضم في الأمعاء. بدلًا من ذلك، تستخدم بكتيريا الأمعاء عملية التخمير لهضم الرافينوز، وتُعدّ الغازات والانتفاخ من الآثار الجانبية لعملية التخمير هذه.
علاوةً على ذلك، يتحلل الرافينوز أثناء الطهي، لذا لا يُسبب البروكلي المطبوخ الكثير من الغازات والانتفاخ. تختلف الآثار الجانبية الهضمية من شخص لآخر؛ فقد لا يُعاني بعض الأشخاص من أي غازات عند تناول البروكلي. وقد يهمكم الإطلاع على طرق طبخ البروكلي : وصفات صحية لا يمكن تجاهلها !
يحتوي كوب واحد من البروكلي غرامين من البروتين، أي أكثر من العديد من الخضراوات الأخرى. تختلف احتياجات البروتين من شخص لآخر، والتوصية العامة هي استهلاك ما لا يقل عن 0.8 غرام لكل كيلوغرام (0.36 غرام لكل رطل) من وزن الجسم يوميًا.
علاوةً على ذلك، يُساهم البروكلي ببعض البروتين في الوجبة، ولكنه لا يُعتبر مصدرًا جيدًا للبروتين. مع ذلك، يُعدّ إضافة المزيد من البروتين النباتي إلى الوجبات طريقة جيدة، للحصول على ما يكفي من هذا العنصر الغذائي الكبير المهم.
برأيي الشخصي كمحررة، يعد تناول البروكلي مفيدًا للجسم لما يحتويه من فيتامينات ومعادن وعناصر غذائية مهمة. وحتى لو أنه يسبب الغازات إلا أن إدراجه في نظامنا الغذائي مهم جدًا!