للتخلص من دهون البطن... إليكم طريقة استخدام بذور الشيا مع الماء!
نشر في 15.08.2025
اكتشفوا قصة اللقيمات من جذورها التاريخية إلى حضورها المحبب على الموائد اليوم. مقال شيق يستعرض تطور هذه الحلوى التقليدية ونكهاتها المتنوعة.
اللقيمات، أو ما يعرف في بعض البلدان بـ”العوامات” أو “الزلابية”، حلوى ذهبية اللون، مقرمشة من الخارج وطرية من الداخل، ارتبطت في الذاكرة الجمعية بروائح البيوت في رمضان، وأجواء الضيافة في المناسبات. ورغم بساطة مكوناتها، فإن قصتها تعود إلى قرون بعيدة، حيث تطورت وصفاتها وأشكالها حتى وصلت إلى صورتها المعاصرة التي نعرفها اليوم. وفي هذا السياق، تعرفوا على أصول تحضير اللقيمات : الحلى الرمضاني الأشهر في الوطن العربي.
تشير المصادر التاريخية إلى أن اللقيمات ظهرت أول مرة في العصور الإسلامية المبكرة، وتحديدًا في العصر العباسي، حيث كان يطلق عليها اسم “لقمة القاضي”. وقد ورد ذكرها في كتب الطبخ القديمة بوصفات تعتمد على الدقيق والخميرة، ثم تقلى في الزيت وتغمر بالعسل أو القطر. ومن بغداد، انتقلت الحلوى إلى بلاد الشام ومصر، ثم إلى شمال إفريقيا والأندلس، ومنها إلى أوروبا خلال العصور الوسطى، حيث ظهرت نسخ مشابهة في المطبخ الإسباني والإيطالي.
مع مرور الزمن، اكتسبت اللقيمات طابعًا محليًا في كل منطقة. ففي الخليج العربي، ارتبطت بشهر رمضان، وغالبًا ما تنكه بالهيل والزعفران لإضافة لمسة عطرية مميزة. أما في بلاد الشام، فيعرف الطبق باسم “العوامة”، ويستخدم فيه القطر بنكهة ماء الزهر. وفي المغرب العربي، يقترب شكلها ومذاقها من “الزلابية” التي تزين أحيانًا بالسمسم أو العسل. هذا التنوع يعكس قدرة الحلوى على التكيف مع ثقافات وأذواق الشعوب المختلفة.
في أيامنا هذه، لم تعد اللقيمات مقتصرة على الوصفات التقليدية، بل دخلت عالم التجديد والابتكار. وأصبحنا نرى وصفات تقدم مع صلصات الشوكولاتة أو الكراميل، وأخرى تحشى بالقشطة أو الشوكولاتة الذائبة، وحتى وصفات صحية تخبز في الفرن بدل القلي. كما أضاف بعض الطهاة لمسات عصرية مثل رش مسحوق القرفة أو تغطيتها بجوز الهند المبشور، مما جعلها تناسب جميع الأذواق والأعمار.
بعيدًا عن الطعم الحلو، تحمل اللقيمات قيمة رمزية في مجتمعاتنا، فهي حلوى تحضر غالبًا بكميات كبيرة وتوزع على الأهل والجيران، مما يجعلها رمزًا للكرم والضيافة. وفي كثير من البيوت، تتحول عملية إعدادها إلى نشاط عائلي يشارك فيه الكبار والصغار، حيث تشكل الكرات وتقلى وتغمر بالقطر وسط أجواء من الفرح والمرح. تعرفوا أيضًا على مدة تخمير اللقيمات وأسرار نجاح هذه الوصفة المقرمشة.
برأيي الشخصي كمحررة، إن اللقيمات قطعت رحلة طويلة عبر الزمن والثقافات، محافظة على جوهرها البسيط وروحها الدافئة. إنها ليست مجرد حلوى، بل جزء من التراث العربي الذي يجمع بين المذاق اللذيذ والذكريات الجميلة. واليوم، سواء قدمت في طبق تقليدي مزين بالهيل أو في طبق عصري مبتكر، تبقى اللقيمات شاهدًا على استمرار حلاوة الماضي في حاضرنا.