الزبادي العادي والزبادي اليوناني: أيهما أكثر فائدة للجسم؟
نشر في 20.08.2025
هل تعرفون القصة وراء ملاعق المتة؟ أدوات صغيرة تحمل تاريخًا عريقًا وثقافة غنية. اكتشفوا معنا كيف أصبحت رمزًا أساسيًا في طقوس شرب المتة.
عندما نذكر المتة، يتبادر إلى أذهاننا ذلك المشروب العشبي الأخضر الذي يجتمع حوله الأهل والأصدقاء في جلسات طويلة تمتد لساعات، وترافقه أحاديث دافئة وطقوس اجتماعية عريقة. لكن ما يثير الاهتمام حقًا ليس فقط المشروب ذاته، بل الأداة الصغيرة التي ترافقه دائمًا، ملعقة المتة، أو كما تعرف في بعض البلدان بـ”البومبيلا” أو “القصبة المعدنية”. وفي بعض البلدان تعد من ادوات المطبخ الاساسية.
تعود أصول المتة إلى شعوب الغواراني الأصليين في أمريكا الجنوبية، الذين كانوا أول من اكتشف أوراق نبات المتة واستخدمها كمشروب طقوسي يمنح الطاقة ويزيد من الصفاء الذهني. في تلك الفترة لم تكن هناك ملاعق معدنية، بل استخدموا قصبات نباتية مجوفة لشرب الشراب من دون ابتلاع الأوراق. ومع مرور الوقت وتوسع انتشار المتة بين القبائل، ثم وصولها إلى الاستعمار الإسباني والبرتغالي، تطورت هذه الأداة لتصبح ملعقة معدنية دقيقة الصنع، صممت بذكاء لتصفية الأوراق والحفاظ على نقاء الشراب.
ملعقة المتة ليست مجرد ملعقة عادية. بل إنها أنبوب معدني رفيع، غالبًا مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الفضة، يتخذ شكلًا مستطيلًا أو منحنيًا قليلًا ليسهل الشرب. وفي أسفلها يوجد رأس مثقب أو شبك معدني يعمل كمصفاة تمنع مرور أوراق المتة إلى الفم، بينما يبقى السائل صافيًا ومنعشًا. وبعض الملاعق تأتي بتصاميم فنية وزخارف تقليدية، ما يجعلها ليست أداة وظيفية فحسب، بل قطعة تراثية ذات قيمة جمالية.
في ثقافة المتة، الملعقة أكثر من أداة للشرب، إنها رمز المشاركة والجماعة. ففي جلسة المتة، تنتقل الكأس مع الملعقة نفسها من شخص إلى آخر، في حركة تعكس روح الثقة والتواصل. وهذا الطقس يحمل معنى أعمق من مجرد مشاركة شراب، إذ يمثل قيم المساواة والتقارب الاجتماعي.
وقد ارتبطت الملعقة أيضًا بالكرم والضيافة. فمن يقدم لكم كأس المتة مع الملعقة يدعوكم إلى حوار صادق وإلى جلسة خالية من التكلف، وكأنها دعوة لفتح القلب قبل الكلام.
مع تطور الصناعات المعدنية، أصبحت ملاعق المتة أكثر تنوعًا. فبعد أن كانت تصنع يدويًا من الفضة أو النحاس، صار بالإمكان إنتاجها بأشكال مختلفة تناسب أذواق الناس. ففي بعض البلدان كالأرجنتين والأوروغواي، تعتبر الملعقة هدية ثمينة، وغالبًا ما تحفر عليها أسماء أو عبارات مميزة. أما في بلاد الشام، حيث انتشرت المتة منذ القرن التاسع عشر على أيدي المهاجرين العائدين من أمريكا الجنوبية، فقد أصبحت الملعقة جزءًا أساسيًا من الطقس اليومي، ولا تكتمل الجلسة بدونها.
رغم أن ملعقة المتة التقليدية ما زالت تحتفظ بمكانتها، فإن العالم الحديث أضاف بعض التغييرات. فهناك اليوم ملاعق بآلية تنظيف سهلة، وأخرى تصمم بمواد تجمع بين الفولاذ والبلاستيك لتناسب الاستخدام اليومي. كما ظهرت ملاعق بألوان عصرية أو نقوش فنية تظهر الانتماء أو الذوق الشخصي. لكن في النهاية، يبقى الجوهر واحدًا وهو تصفية الشراب ليحافظ على متعته الأصلية.
المتة السورية تمثل أكثر من مجرد مشروب، فهي عادة يومية تجمع الأهل والأصدقاء، ولا تكتمل متعتها إلا بوجود ملعقة المتة، الأداة الصغيرة التي تضفي نكهة خاصة. كما أن المتة من الأعشاب التي تساعد على التخلص من احتباس السوائل في الجسم.
إليكم من موقع أطيب طبخة طريقة عمل المتة السورية بخطوات سهلة وبسيطة جدًا. ويمكنكم تقديمه إلى جانب الكعك اللذيذ.
بما أن المتة تحتوي الكافيين، حاولوا تناولها بشكل معتدل، خصوصًا إذا كنتم تتجنبون مشروبات منبهة في فترات معينة من اليوم.
تقدّم ل…
1 أشخاصدرجات الصعوبة
سهل10 دقيقة
15 دقيقة
25 دقيقة
تخيلوا جلسة متة من دون ملعقة! سيكون من الصعب الاستمتاع بالمشروب، حيث تختلط الأوراق بالماء ويصعب شربه. هنا تبرز أهمية هذه الأداة الصغيرة التي تحافظ على نقاء الطقس وتسهل الاستمتاع به. كما إن غياب الملعقة يعني فقدان جزء أساسي من متعة الجلسة، وكأنها المفتاح الذي يفتح عالم المتة بكل تفاصيله.
في سوريا ولبنان، باتت الملعقة جزءًا من الموروث الثقافي. وغالبًا ما تجدها محفوظة بعناية مع كأس المتة الخشبي أو الزجاجي، تخرج فقط في جلسات عائلية أو عند استقبال الأصدقاء. وبعض العائلات تحتفظ بملاعق قديمة ورثتها عن الأجداد، فتتحول الأداة البسيطة إلى قطعة ذات قيمة عاطفية كبيرة، شاهدة على ذكريات لا تنسى. وفي سياق آخر، تعرفوا على فوائد المتة للتنحيف.
برأيي الشخصي كمحررة، ملعقة المتة أداة صغيرة، لكن قصتها كبيرة. فهي تحمل في طياتها رحلة عبر القارات والثقافات، وتجسد قيم المشاركة والتواصل. ولعل سر جمالها يكمن في بساطتها التي تذكرنا دومًا بأن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق وتمنح للحياة طقوسها ودفئها.