في هذا المقال، سأشارك معكم نتيجة تجربة عملية امتدت أسبوعًا كاملًا، حيث كنت أتناول كوبًا من الماء مع ملعقة كبيرة من بذور الشيا يوميًا.

عندما نسمع عن “الأطعمة الخارقة” قد نعتقد أنها مجرد صيحات عابرة، لكن بعض الأطعمة أثبتت جدارتها على مرّ السنين. ومن أبرزها بذور الشيا، تلك الحبوب الصغيرة الغنية بالألياف والأوميغا 3 والبروتين. فالكثير من الناس بدأوا بتجربة شرب بذور الشيا مع الماء بشكل يومي، حتى باتت هذه العادة روتينًا عند الرياضيين ومحبي الصحة. تعرفوا أكثر على بذور الشيا: ما هي أبرز فوائدها ؟ اختصاصية التغذية تجيب.

تجربتي مع بذور الشيا لمدة 7 أيام

كنت دائمًا أسمع عن فوائد بذور الشيا، فقررت أن أجرّبها بنفسي يوميًا مع الماء لمدة أسبوع، لأرى ما إذا كانت النتائج فعلاً تستحق كل هذا الاهتمام، إليكم تجربتي:

اليوم الأول: بداية غير مألوفة

عند نقع بذور الشيا في الماء لبضع دقائق، تتحول إلى جل طبيعي بفضل أليافها القابلة للذوبان. ففي البداية، لم يكن القوام مألوفًا بالنسبة لي، لكن الطعم كان محايدًا وسهل التقبل. وما لاحظته منذ اليوم الأول هو إحساس بالشبع دام لساعات أطول من المعتاد، خصوصًا في فترة الصباح.

اليوم الثاني والثالث: طاقة خفيفة وانتظام الهضم

في اليوم الثاني، شعرت بزيادة طفيفة في طاقتي خلال النهار. ولم تكن زيادة مفاجئة، بل أشبه بطاقة متوازنة من دون تقلبات حادة. وبحلول اليوم الثالث، لاحظت فرقًا في عملية الهضم. فالألياف الموجودة في بذور الشيا ساعدت على تحسين حركة الأمعاء، ما جعل جسمي أخف وأقل انتفاخًا.

اليوم الرابع: الترطيب من الداخل

بذور الشيا معروفة بقدرتها على امتصاص كميات كبيرة من الماء تصل إلى عشرة أضعاف وزنها تقريبًا. وعند شربها، تعمل كخزان صغير للرطوبة داخل الجسم. في اليوم الرابع، شعرت أن بشرتي أكثر ارتواءً، وبدأت علامات الجفاف تقل تدريجيًا. حتى العطش بين الوجبات خفّ بشكل واضح.

اليوم الخامس: تحكم أفضل في الشهية

مع الاستمرار في شرب كوب الشيا يوميًا، لاحظت أن الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة انخفضت. فكان من السهل السيطرة على الجوع، خصوصًا في فترة بعد الظهر التي اعتدت أن أتناول فيها شيئًا حلوًا. ويبدو أن البروتين والألياف مجتمعين كان لهما دورًا مهمًا في ذلك، مما ساعد على توازن مستوى السكر في الدم.

اليوم السادس: صفاء ذهني ومزاج أفضل

من المثير أن هذه التجربة لم تؤثر فقط على جسمي، بل لاحظت أيضًا تحسنًا في تركيزي. فالدراسات تشير إلى أن أحماض الأوميغا 3 الموجودة في بذور الشيا تدعم صحة الدماغ. خلال اليوم السادس، كان ذهني أكثر صفاءً، كما أن المزاج العام كان مستقرًا وخاليًا من التوتر المعتاد.

اليوم السابع: النتيجة الكاملة

بحلول اليوم السابع، كانت النتيجة واضحة:

1. هضم أفضل مع خفة في المعدة. إليكم أطعمة تساهم في تعزيز عملية الهضم.
2. إحساس أطول بالشبع مما ساعد على التحكم بالوزن.
3. ترطيب داخلي انعكس على البشرة والحيوية.
4. طاقة مستقرة على مدار اليوم.
5. تحسن في المزاج وصفاء الذهن.

لم تكن التغيرات دراماتيكية أو سحرية، لكنها ملحوظة بما يكفي لتشجيع أي شخص على الاستمرار.

كيف يمكن اعتمادها كعادة يومية؟

لتحقيق أفضل النتائج، يمكن نقع ملعقة كبيرة من بذور الشيا في كوب من الماء أو العصير لمدة 10 – 15 دقيقة قبل شربها. كما يمكن أيضًا إضافتها إلى العصائر الطبيعية أو الزبادي أو حتى السلطات. فالمهم هو الانتظام، لأن الفوائد تظهر مع الوقت وليس بين ليلة وضحاها.

بذور الشيا مع الزبادي

يعد مزيج بذور الشيا مع الزبادي خيارًا مثاليًا لوجبة خفيفة وصحية، غنيّة بالألياف والبروتين وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.

ملاحظات وتجربة شخصية

رغم الفوائد، هناك بعض الأمور التي يجب التنبه إليها:

• شرب كمية كافية من الماء على مدار اليوم أمر أساسي، لأن الألياف العالية في بذور الشيا تحتاج للسوائل كي لا تسبب إمساكًا.
• الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البلع أو اضطرابات هضمية مزمنة عليهم استشارة الطبيب قبل البدء.
• الاعتدال هو المفتاح، فملعقة أو اثنتان يوميًا كافية. تعرفوا أيضًا على تجربتي مع بذور الشيا والزبادي.

برأيي الشخصي كمحررة، إن شرب بذور الشيا مع الماء يوميًا لمدة أسبوع كان تجربة ثرية وملهمة. فالنتائج لم تكن مجرد تغييرات جسدية، بل طالت المزاج والطاقة أيضًا. ورغم بساطة هذه العادة، إلا أن أثرها تراكمي وملموس. فإذا كنتم تبحثون عن إضافة طبيعية وصحية لروتينكم اليومي، فإن كوبًا من الماء مع بذور الشيا قد يكون خطوة صغيرة تقود إلى تحول كبير.