سر طول العمر في تناول وجبة واحدة يوميًا في سن الخمسين.. وفقًا لعالم أحياء من هارفارد!

وصفة طول العمر من أكثر الكنوز التي يسعى إليها الأشخاص. فمن منا لا يرغب في تأخير الشيخوخة ليعيش حياة أطول؟ تابعوا معنا التفاصيل.

في الواقع لا توجد وصفة سحرية، ولكن هناك بعض العادات التي يمكن تغييرها في حياتنا لتحقيق حياة أطول وأفضل جودة. ديفيد سنكلير، عالم الأحياء الجزيئي وأستاذ علم الوراثة بجامعة هارفارد، هو أحد أبرز العلماء في العالم الذين يبحثون في الشيخوخة وطول العمر. لنكتشف ما يقوله عن استراتيجية الوجبة الواحدة يوميًا لمن هم في الخمسينيات من العمر. وقد يهمكم الإطلاع على نظام غذائي صحي مدى الحياة لإنقاص الوزن إكتشفوا كلّ تفاصيله.

ما هي العادات التي تساعد الإنسان على العيش لفترة أطول؟

خلال ظهوره في بودكاست لويس هاوز، صرّح الباحث ديفيد سنكلير بأن أحد أهم جوانب إطالة العمر وتأخير الشيخوخة هو “تنشيط جينات طول العمر”.

وأضاف أن هذه الجينات لا “توقف” الشيخوخة، بل تُنشّط عمليات إصلاح الخلايا التي تُصحّح الضرر وتُحافظ على وظائفها لفترة أطول.

علاوةً على ذلك، قد أوضح قائلًا، أنه لدينا جينات في أجسامنا تحمينا من الضرر وتُبقينا شبابًا. من بينها السيرتوينات، التي يُمكن تنشيطها في ظل ظروف مُرهقة كالصيام، أو التمارين الرياضية المُكثّفة، أو التعرُّض للبرد.

لذلك، يُشدّد على أن الامتناع عن تناول الطعام في أوقات مُحدّدة من اليوم، أو حتى تقليل السعرات الحرارية المُتناولة بشكل عام، يُنشّط شبكة البقاء الجينية هذه.

كمية السعرات الحرارية المطلوبة للجسم

يؤكد الخبير أنه مع التقدم في السن، يتباطأ الأيض، وبالتالي، لم يعد من الضروري استهلاك نفس الكمية من السعرات الحرارية التي كنا نستهلكها في شبابنا.

ويشير إلى أن السبب وراء فعالية الصيام وممارسة الرياضة وغيرها من عوامل التوتر المعتدلة هو أنها تُنشّط برامج البقاء في الجسم، مُسلّطًا الضوء على آلية عمل هذه البرامج:

• إصلاح الحمض النووي.
• تقليل الالتهاب.
• تحسين عملية الأيض.
• إبطاء الشيخوخة.

من ناحية أخرى، يوضح ديفيد سنكلير أنهم يريدون أن يدخل الجسم في وضع البقاء. وهذا يُنشّط الدفاعات الداخلية التي تُحارب الشيخوخة والمرض.

دراسة تظهر نتائج الأشخاص الذين يتناولون وجبة واحدة في اليوم

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة “الأيض: السريري والتجريبي” أن تناول وجبة واحدة يوميًا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن وتحسين مستويات الكوليسترول (انخفاض مستوى الكوليسترول الضار وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد).

ومع ذلك، أفاد بعض المشاركين بزيادة الجوع وارتفاع مستويات الكورتيزول في مرحلة مبكرة من العملية.

لذلك، من المهم دائمًا معرفة حالتنا البدنية واستشارة اختصاصي رعاية صحية قبل اتباع أي عادة جديدة، مثل تناول وجبة واحدة يوميًا. وقد يهمكم الإطلاع على أسرار النظام الغذائي الياباني لحياة صحية.

كيف نصل إلى سن الشيخوخة بصحة جيدة؟

اختارت دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر ميديسن”  
study published in the journal 
Nature Medicine ثمانية أنماط وعادات غذائية مرتبطة بتحسين جودة الحياة والشيخوخة الصحية. طُوّر البحث من قِبل باحثين من جامعة هارفارد بالتعاون مع جامعة كوبنهاغن وجامعة مونتريال.

للوصول إلى نتائج الدراسة، فحص الباحثون الأنظمة الغذائية والصحة لأكثر من 105,000 امرأة ورجل تتراوح أعمارهم بين 39 و69 عامًا على مدى 30 عامًا.

ووجدوا أن المتطوعين الذين عاشوا أطول فترة وتمتعوا بأفضل جودة حياة اتبعوا نظامًا غذائيًا مشابهًا لثمانية أنماط غذائية: مؤشر الأكل الصحي البديل (AHEI)، ومؤشر البحر الأبيض المتوسط ​​البديل (aMED)، والنهج الغذائية لارتفاع ضغط الدم (DASH)، وتدخل البحر الأبيض المتوسط-DASH لتأخير التنكس العصبي (MIND)، والنظام الغذائي النباتي الصحي (hPDI)، ومؤشر النظام الغذائي للصحة الكوكبية (PHDI)، والنمط الغذائي الالتهابي المدعوم تجريبيًا (EDIP)، والمؤشر الغذائي المدعوم تجريبيًا لفرط الأنسولين (EDIH).

ما هو القاسم المشترك بين هذه الأنماط الغذائية الثمانية؟

تعتمد جميعها على استهلاك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة والمكسرات والبقوليات. كما يتضمن بعضها تناولًا منخفضًا أو معتدلًا للمصادر الحيوانية، مثل الأسماك وبعض منتجات الألبان.

يقول فرانك هو، أحد المشاركين في تأليف البحث أن الدراسات السابقة تناولت الأنماط الغذائية في سياق أمراض محددة أو متوسط ​​أعمار الناس. أما دراستهم فتتناول جوانب متعددة. ويضيف كيف يؤثر النظام الغذائي على قدرة الناس على العيش باستقلالية والتمتع بحياة جيدة مع تقدمهم في السن؟

الأنظمة الغذائية والاحتياجات الغذائية لكل شخص

رغم تركيز هذه الدراسة على السكان الأمريكيين، يتفق الخبراء على إمكانية تطبيق النتائج على أي فئة سكانية حول العالم. تقول مارتا غواش-فيري، الأستاذة المشاركة في قسم الصحة العامة بجامعة كوبنهاغن والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أن نتائجهم تفيد إلى أن الأنماط الغذائية الغنية بالأطعمة النباتية، مع تضمين معتدل للأطعمة الصحية الحيوانية، قد تعزز الشيخوخة الصحية بشكل عام وتساعد في تشكيل الأنماط الغذائية المستقبلية.

علاوةً على ذلك، تشير الدراسة إلى أنه لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع. وتضيف آن جولي تيسييه، الأستاذة المساعدة في قسم التغذية بجامعة مونتريال، أنه يمكن تكييف الأنظمة الغذائية الصحية لتلبية الاحتياجات والتفضيلات الفردية. وتعرفوا على أفضل العادات الغذائية وتأثيرها على الجسم لحياة أطول.

ووفقًا للباحثة، فإن ما يناسب شخصًا ما قد لا يحقق نفس النتائج لشخص آخر. لذلك، من المهم تخصيص الأنظمة الغذائية لضمان استهلاك جميع العناصر الغذائية الضرورية بطريقة متوازنة ومناسبة. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الباحثة على ضرورة تكييف الأنظمة الغذائية دائمًا ثقافيًا واجتماعيًا مع سياق الأشخاص الذين يتبعونها.

المصدر: بعض المعلومات التي وردت في هذا المقال مترجمة من موقع Tudogostoso.