الفرق بين الكورتادو والفلات وايت: دليلكم لاختيار قهوتكم المثالية!

ابدأوا بتحديد الفرق بين الكورتادو والفلات وايت قبل طلب فنجان قهوتكم التالي. يظنّ الكثيرون أن الفروقات بسيطة، لكن الحقيقة أنه يتميّز كل مشروب بتركيبة دقيقة ونكهة فريدة. ليست القهوة فقط مشروبًا صباحيًا، بل تجربة حسّية تتأثر بالتفاصيل الصغيرة، من نسبة الحليب إلى نوع الرغوة المصنوعة منه ودرجة التحميص.

نقدّم لكم اليوم دليلًا شاملًا يوضح الفرق بين الكورتادو والفلات وايت. نشرح لكم نشأة كل نوع، ونسب المكوّنات، والطعم، والفوائد الغذائية، وطريقة التقديم. الهدف أن تختاروا مشروبكم المثالي بناءً على ذوقكم، لا على التشابه الخارجي فقط.

ابدأوا من الأصل: من أين جاءت هذه القهوة؟

ادرسوا أولًا الجذور الثقافية لكل مشروب، لفهم الفروقات الحقيقية. نشأ الكورتادو في إسبانيا، وتحديدًا في الأقاليم الشمالية، حيث سعى الناس إلى تلطيف حدة نكهة قهوة الإسبريسو من خلال إضافة كمية صغيرة من الحليب الساخن. تعني كلمة “كورتادو” بالإسبانية “المخفّف” أو “المقصوص”، ما يعبّر عن الهدف منه و هو تليين نكهة القهوة من دون إخفائها.

أما الفلات وايت، فقد نشأ في أستراليا أو نيوزيلندا كاستجابة لرغبة الزبائن بمشروب يجمع بين الإسبريسو والرغوة الناعمة، من دون سماكة الكابتشينو أو خفة اللاتيه. أُضيف إليه الحليب المبخر بطبقة خفيفة من “المايكروفوم”، أي الرغوة الناعمة المخملية.

حلّلوا التركيبة: نسب الإسبريسو والحليب

لاحظوا الفرق في التوازن بين القهوة والحليب. يتكوّن الكورتادو من جرعة واحدة من الإسبريسو تُمزج بنسبة متساوية مع الحليب، من دون رغوة. يُقدَّم في فنجان صغير لا يتجاوز 120 مل، ما يمنحه طابعًا مركزًا.

في المقابل، يجمع الفلات وايت بين جرعتين من الإسبريسو مع حليب مبخّر بنسبة 1:2 تقريبًا، وتعلوه طبقة رقيقة من الرغوة الناعمة. يُقدَّم عادة في كوب بحجم 160 إلى 180 مل، ممّا يمنحه طابعًا أكثر سلاسة ودفئًا.

بحسب دراسة نُشرت في Journal of Sensory Studies عام 2021، فإن نسبة الحليب وطبيعة الرغوة تؤثّر على تقبّل النكهة لدى المتذوّق، إذ تساعد الرغوة الناعمة على توزيع النكهة بشكل متوازن على الحليمات الذوقية، ممّا يعزّز من الشعور بنعومة الطعم.

قيّموا الطعم: تأثير التركيبة على الحواس

ابدأوا بشرب الكورتادو إذا أردتم احتساء قهوة مركّزة. يشعر المتذوّق بنكهة قهوة واضحة، مع توازن خفيف بفعل الحليب الساخن. لا وجود للرغوة، ما يجعل المذاق مباشرًا ونقيًا. يناسب هذا النوع من القهوة الأشخاص الذين يفضّلون شراب القهوة التقليدية بطابعها الأصلي.

انتقلوا إلى الفلات وايت إذا أردتم قهوة ناعمة. يقدّم هذا النوع إحساسًا مخمليًا بفضل الرغوة الناعمة. يخفّف الحليب من حدّة الإسبريسو، ويمنح المشروب طابعًا كريميًا. يناسب هذا المشروب من يفضّلون الشعور بالمذاق المتوازن وقوامًا غنيًا وسلسًا في الوقت نفسه.

فكّروا بالفوائد: القيم الغذائية والتأثير الصحي

افهموا أيضًا الأثر الغذائي، فالكورتادو يحتوي كمية أقل من الحليب، ما يجعله أقل في معدّل السعرات الحرارية والدهون. يحتوي في العادة 30 إلى 40 سعرة حرارية فقط إذا استُخدم حليب خالي الدسم. يجعله هذا خيارًا جيّدًا لمن يتّبعون نظامًا غذائيًا قليل السعرات.

في المقابل، يحتوي الفلات وايت كمية أكبر من الحليب، مما يزيد عدد السعرات إلى نحو 90 إلى 120 سعرة حرارية، بحسب نوع الحليب. من جهة أخرى، هذا يجعله أكثر إشباعًا، ومفيدًا في بداية اليوم لمن يبحثون عن شعور بطاقة طويلة الأمد.

تشير مراجعة نُشرت عام 2020 في Nutrition Reviews إلى أن القهوة بالحليب تساعد في تقليل حموضة المعدة، وتمنح شعورًا أفضل بالامتلاء، وتقلل من امتصاص الكافيين بسرعة، ما يجعل تأثيره أكثر توازنًا.

لاحظوا التقديم: طريقة العرض تضيف للمتعة

راقبوا طريقة تقديم كل مشروب. يُقدَّم الكورتادو في فنجان زجاجي صغير، من دون أي رغوة، مما يبرز لون القهوة ونقاوتها. يُفضّله محبّو اتباع الأسلوب البسيط والواضح.

أما الفلات وايت، فيُقدَّم في كوب سيراميك مع طبقة خفيفة من الرغوة، وغالبًا ما يُزيَّن برسمة لاتيه آرت. يعكس هذا النوع من التقديم روح الشعور بالراحة والدفء، ويجذب من يحبّون القهوة كجزء من تجربة بصرية راقية.

اختاروا بحسب المزاج والموقف

اعتمدوا على مزاجكم اليومي عند اختيار نوع القهوة المناسب. لا توجد قاعدة ثابتة. في الأيام التي تحتاجون فيها إلى دفعة من شعور التركيز والطاقة بدون ثقل، اختاروا الكورتادو. يقدّم لكم نكهة قوية ويمنحكم شعورًا بالوضوح. مناسب جدًّا خلال الاجتماعات الصباحيّة أو عند العمل الذهني المكثّف.

في المقابل، اختاروا الفلات وايت عندما تبحثون عن لحظة استرخاء. جرّبوه خلال فترة ما بعد الظهر أو أثناء قراءة كتاب في مقهاكم المفضّل. يُضيف قوامه الكريمي وشكله الجميل لمسة من تحسين شعور الراحة النفسية.

اختموا تجربتكم بفهم أوضح حول الفرق بين الكورتادو والفلات وايت. لا تحكموا بالمظهر، بل اعتمدوا على الذوق الشخصي، والطعم الذي يلائم أسلوب حياتكم. إذا كنتم تفضلون شرب القهوة المركّزة والسريعة من دون إضافات كثيرة، فالكورتادو هو خياركم. أما إذا أردتم مشروبًا دافئًا غنيًا بالرغوة والنعومة، فالفلات وايت يناسبكم أكثر. أخيرًا سبق وأن كشفنا لكم عن الفرق بين الفلات وايت واللاتيه.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أفضّل الكورتادو في الصباح لأنه يمنحني جرعة مركّزة من القهوة من دون ثقل الحليب، خصوصًا حين أحتاج إلى التركيز. أما الفلات وايت فأختاره في لحظات الاسترخاء، حيث أبحث عن الطراوة والدفء مع قوام مخملي يريح الحواس. أنصحكم بتجربة النوعين وتحديد الأفضل لكم بحسب مزاجكم في كل لحظة.