الأفلاتوكسينات في الفول السوداني: تهديد خفي للكبد وكيفية تجنبه

تعرفوا على خطر الأفلاتوكسينات في الفول السوداني، السموم التي تهدد الكبد بصمت، واكتشفوا طرق التخزين والاختيار الصحي لتجنّبها والحفاظ على سلامتكم.

ias

الفول السوداني من أكثر المكسرات المحبوبة حول العالم، فهو غني بالفوائد الصحية والفيتامينات المفيدة للقلب والعظام. لكن خلف فوائده الكبيرة يكمن خطر خفي لا يلاحظه كثيرون، وهو الأفلاتوكسين، سم طبيعي تنتجه بعض أنواع العفن التي قد تصيب الفول السوداني أثناء الزراعة أو التخزين. ورغم أن كمياته في معظم الأحيان تكون ضئيلة، إلا أن التعرض المستمر له يمكن أن يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الكبد، وقد يؤدي إلى أمراض خطيرة مع مرور الوقت.

ما هي الأفلاتوكسينات؟

الأفلاتوكسينات هي مجموعة من السموم الفطرية التي تنتجها أنواع معينة من العفن. وتنتشر هذه الفطريات في البيئات الدافئة والرطبة، مما يجعل الفول السوداني عرضة لها أكثر من غيره من الحبوب والبقوليات.

تتشكل هذه السموم عادة أثناء التخزين غير السليم، خصوصًا عندما تتعرض الحبوب للرطوبة العالية أو للهواء الدافئ لفترات طويلة. وما يجعل الأفلاتوكسين خطيرًا هو أنه لا يرى بالعين المجردة ولا يمكن إزالته بالطهي أو التحميص، إذ يبقى ثابتًا حتى في درجات الحرارة العالية.

الفول السوداني
الفول السوداني

كيف يؤثر الأفلاتوكسين على الكبد؟

يعتبر الكبد العضو الأساسي المسؤول عن تصفية السموم من الجسم، لكن الأفلاتوكسين يشكل عبئًا كبيرًا عليه. فعند دخول هذه السموم إلى الجسم عبر الطعام، يحاول الكبد تحليلها، مما يؤدي إلى تكوّن مركبات سامة تهاجم خلاياه وتسبب التهابات وتلفًا تدريجيًا.

تشير الدراسات إلى أن التعرض المزمن للأفلاتوكسين يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون أصلًا من أمراض كبدية أو من عدوى فيروسية مثل التهاب الكبد B أو C. كما أن الأطفال هم الأكثر عرضة لتأثيراته، حيث يمكن أن يعيق نموهم ويضعف جهازهم المناعي. وقد جاءت هذه المعلومات بحسب موقع sciencedirect.

علامات التعرض للأفلاتوكسين

يصعب اكتشاف التسمم بالأفلاتوكسين في مراحله المبكرة، لأنه غالبًا لا يسبب أعراضًا فورية. لكن في حالات التعرض المزمن، قد تظهر مؤشرات مثل:

  • ضعف الشهية ونقص الوزن.
  • اصفرار البشرة والعينين (اليرقان).
  • الشعور بالإرهاق العام.
  • ألم في الجزء العلوي من البطن.
  • تغير في وظائف الكبد عند إجراء الفحوصات.

لهذا السبب يعد الوقاية والتخزين السليم الخطوة الأهم لتجنب الخطر قبل حدوثه.

زبدة الفول السوداني
زبدة الفول السوداني

كيف يمكن أن يتلوث الفول السوداني بالأفلاتوكسين؟

التلوث يمكن أن يبدأ من المزرعة نفسها، حينما تنمو الفطريات على الفول السوداني أثناء وجوده في التربة، خصوصًا في المناطق الرطبة والحارة. وبعد الحصاد، يزيد خطر التلوث في حال لم تجفف الحبوب جيدًا أو تم تخزينها في أماكن سيئة التهوية.

حتى بعد التصنيع، يمكن أن تظهر الأفلاتوكسينات في منتجات الفول السوداني مثل الزبدة أو الدقيق، إذا لم تراقب الجودة بدقة. لذلك، فإن المراقبة الدورية والاختبارات المخبرية ضرورية لضمان سلامة المنتجات قبل وصولها إلى المستهلك.

نصائح لتجنّب خطر الأفلاتوكسين

رغم أن الخطر موجود، يمكن تقليله بشكل كبير باتباع خطوات بسيطة وفعالة:

  • اختيار الفول السوداني من مصادر موثوقة: احرصوا على شراء الفول السوداني من علامات تجارية معروفة تخضع لرقابة صحية. وتجنبوا الأنواع المجهولة أو الرخيصة التي قد تكون مخزنة بطريقة غير آمنة. وتعرفوا على تجربتي مع زبدة الفول السوداني لزيادة الوزن.
  • تفقد الحبوب قبل تناولها: تخلصوا من أي حبة فول سوداني ذات لون داكن، أو رائحة غير طبيعية، أو طعم مر، فهذه علامات محتملة على التلوث بالعفن.
  • تخزينه في مكان جاف وبارد: الرطوبة هي العامل الأساسي لنمو الفطريات، لذا يجب حفظ الفول السوداني في علب محكمة الإغلاق بعيدًا عن مصادر الحرارة. كما يمكن تخزينه في الثلاجة أو الفريزر لزيادة مدة صلاحيته.
  • التحميص لا يزيل السموم بالكامل، لكنه مفيد: رغم أن الأفلاتوكسين مقاوم للحرارة، فإن التحميص يقلل من احتمالية نمو الفطريات قبل تكوّن السموم. لذا ينصح دائمًا بتحميص الفول السوداني قبل تناوله أو طحنه.
  • عدم تخزين زبدة الفول السوداني لفترات طويلة: حتى المنتجات المعبأة يمكن أن تتأثر مع الوقت إذا حفظت في حرارة مرتفعة. من الأفضل حفظها في مكان بارد ومظلم، وإغلاقها بإحكام بعد كل استخدام.
  • تنويع المصادر الغذائية: لاتعتمدوا على الفول السوداني كمصدر رئيسي للبروتين أو الدهون، بل نوّعوا بين المكسرات الأخرى مثل اللوز، الجوز، والبندق. هذا يقلل من خطر تراكم السموم الناتجة عن نوع واحد من الغذاء.
بعض الأنواع تحتوي سموم
بعض الأنواع تحتوي سموم

دور الجهات الرقابية والمستهلك

تتحمل الهيئات الصحية مسؤولية كبيرة في مراقبة مستويات الأفلاتوكسين في الأغذية، من خلال إجراء اختبارات دورية وتحديد الحدود المسموح بها. لكن دور المستهلك لا يقل أهمية، إذ يجب أن يكون على دراية بعلامات التلف وأن يختار بحذر المنتجات الآمنة.

في بعض الدول، تفرض معايير صارمة تمنع تسويق أي منتج تتجاوز فيه مستويات الأفلاتوكسين الحد المسموح به. ومع ذلك، تظل التوعية العامة هي خط الدفاع الأول، خصوصًا في المناطق التي تخزن فيها الأغذية بطرق تقليدية. وفي سياق آخر، تعرفوا على أضرار البروتين البودر: مشكلات صحية خطيرة على الكبد والكلى.

برأيي الشخصي كمحررة، الفول السوداني غذاء لذيذ ومغذٍ، لكن التعامل غير السليم معه قد يحوله إلى خطر صامت يهدد الكبد على المدى الطويل.


مواضيع ذات صلة

وداعًا للإرهاق والتعب:عشبة سحرية فيها 5 أضعاف الحديد الذي يحتاجه الجسم

فوائد عصير جوز الهند: عصير صحي أم مجرد شراب فاخر؟

ما هو الصوص الإيطالي؟ وكيف يتم تحضيره واستخدامه في وصفات متنوعة؟

قولوا وداعًا لآلام القولون.. اكتشفوا فوائد اليانسون للإمساك!

بدائل الشوفان الصحية: تنوع غني بنفس الفوائد

اللفت الابيض…فوائد صحية مهمّة وطرق استخدام متنوعة

كيف يؤثر أكل السمك على ذكاء وسلوك الأطفال؟ إليكم النتائج العلمية

فوائد الكريمة كراميل: حلى رائع بمكونات لذيذة!

أشهر السلطات العربية: نكهات منعشة من كل بلد

وداعًا للهبات الساخنة وتقلب المزاج: دليل غذائي للنساء في منتصف العمر

إشتركي بنشرتنا الإخبارية