لتنقية الجسم بشكل طبيعي.. تناولوا هذه الأطعمة ولاحظوا الفرق!
نشر في 16.10.2025
في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز ما توصلت إليه الأبحاث حول تأثير تناول الفلفل الحار أثناء الحمل، وكيف يمكن أن يساهم في دعم صحة الأم وجنينها.
في عالم التغذية، لطالما كان الفلفل الحار من أكثر المكونات إثارة للجدل، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بفترة الحمل. فبينما كانت النصائح التقليدية تدعو الحوامل إلى تجنب الأطعمة الحارة، بدأت الدراسات الحديثة تكشف عن وجهٍ آخر للفلفل الحار، يبين أن هذا المكون المليء بالنكهة قد يحمل في طياته فوائد صحية لا يمكن تجاهلها. ولعشاق الـ”سبايسي”8 أنواع للفلفل الحار واستخداماتها في السلطة والصوص.
الفلفل الحار ليس مجرد مكون يضيف حرارة للطعام، بل هو كنز غذائي غني بالفيتامينات والمعادن. ويحتوي نسب عالية من فيتامين “سي” الذي يعزز مناعة الجسم ويساعد على امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية، وهي فائدة مهمة جدًا للحوامل اللواتي يحتجن إلى دعم مستمر لتكوين خلايا الدم الحمراء. كما يوفر فيتامين “أ” الضروري لنمو الجنين وتطور أعضائه الحيوية، إضافة إلى مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة. وقد حصلنا على هذه المعلومات من موقع canyoueat.
وتعد مادة الكابسيسين، وهي المركب المسؤول عن الطعم الحار في الفلفل، العنصر الأكثر إثارة للاهتمام في هذا المجال، إذ أظهرت الدراسات أنها تملك خصائص مضادة للالتهاب ومسكنة للألم، ما يجعلها ذات تأثير إيجابي في بعض الحالات الصحية لدى الحوامل.
خلال فترة الحمل، يتعرض الجسم لتغيرات فسيولوجية كبيرة تشمل زيادة حجم الدم وتغير معدلات الدورة الدموية. وهنا يأتي دور الفلفل الحار الذي يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحسين تدفق الدم إلى الأنسجة بفضل مادة الكابسيسين. وهذا التأثير يمكن أن يساهم في تقليل مشاعر التعب والخمول التي تعاني منها العديد من الحوامل، ويمنح الجسم دفعة طبيعية من الطاقة.
كما أن تحفيز الدورة الدموية ينعكس إيجابًا على وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الجنين، مما يدعم نموه الصحي. ومع ذلك، ينبغي الانتباه إلى الكمية المستهلكة، فالإفراط في الحار قد يسبب حرقة معدة أو اضطرابًا في الجهاز الهضمي.
من أبرز التحديات التي تواجه الحوامل في الأشهر الأولى الغثيان الصباحي وصعوبة الهضم. وقد أظهرت بعض الأبحاث أن تناول كميات صغيرة من الفلفل الحار يمكن أن يساعد في تحسين الهضم عبر تحفيز إفراز العصارات المعدية والأنزيمات الهضمية، مما يقلل من الشعور بالانتفاخ والثقل بعد الوجبات. وإليكم أطعمة تساهم في تعزيز عملية الهضم.
إضافة إلى ذلك، تشير دراسات حديثة إلى أن نكهة الفلفل الحار القوية قد تقلل من حدة الغثيان لدى بعض النساء، خصوصًا عند إضافته بكميات معتدلة إلى الطعام. وهذه الفائدة تعتمد على قدرة الكابسيسين على تحفيز مستقبلات التذوق وتنشيط الجهاز العصبي بطريقة تخفف الإحساس بعدم الراحة في المعدة.
خلال الحمل، يتعرض الجهاز المناعي لتغيرات تضعف قدرته على مقاومة العدوى. وهنا يبرز دور الفلفل الحار كمصدر طبيعي لدعم المناعة. ويحتوي الفلفل مضادات أكسدة قوية مثل الكاروتينات والفلافونويدات، وهي مواد تساعد على مقاومة الالتهابات وتقوية دفاعات الجسم الطبيعية.
كما أن محتواه من فيتامين “سي” يعزز إنتاج الكولاجين، مما يدعم صحة الجلد والأنسجة ويسهم في التئام الجروح، وهو أمر مهم خصوصًا في فترة الحمل حيث تتغير بنية الجلد والأنسجة الداخلية.
أظهرت دراسة حديثة من جامعة بوفالو الأميركية أن تناول الفلفل الحار بشكل منتظم قد يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، وهو عامل مهم للوقاية من سكري الحمل الذي قد تصاب به بعض النساء خلال هذه الفترة. إذ يعمل الكابسيسين على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، ما يسهم في الحفاظ على توازن السكر ضمن المستويات الطبيعية.
كما لوحظ أن الفلفل الحار يساعد في تقليل احتباس السوائل في الجسم، بفضل خصائصه المنشطة للدورة الدموية والمساعدة على توازن السوائل. وهذا قد يخفف من مشكلة تورم القدمين التي تعاني منها الحوامل في مراحل الحمل المتقدمة.
لا تقتصر فوائد الفلفل الحار على الجسد فقط، بل تمتد إلى الصحة النفسية أيضًا. فالكابسيسين يساهم في تحفيز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين والسيروتونين، مما يساعد في تحسين المزاج وتقليل مشاعر التوتر والقلق التي قد تصاحب الحمل. لذلك، يمكن أن يكون تناول القليل من الأطعمة الحارة طريقة طبيعية لطرد التوتر وإضفاء شعور من الراحة والانتعاش. وهذه أطعمة تغيّر الـ Mood وتشعركم بالإيجابية أدخلوها إلى فطوركم.
رغم كل هذه الفوائد، يجب التذكير بأن الفلفل الحار ليس مناسبًا للجميع. فالنساء اللواتي يعانين من مشكلات في المعدة أو القولون أو حرقة مزمنة يفضل أن يتجنبن تناوله أو يكتفين بكميات صغيرة جدًا. كما ينصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل إدخال تغييرات غذائية كبيرة خلال الحمل، للتأكد من ملاءمتها للحالة الصحية الفردية.
برأيي الشخصي كمحررة، الفلفل الحار، الذي كان يعتقد سابقًا أنه خطر على الحوامل، بدأ اليوم يثبت مكانته كمكون يحمل فوائد محتملة تدعم الصحة العامة خلال الحمل، شرط أن تستهلك بوعي وتحت إشراف طبي.