اكتشفوا أفضل أدوات المطبخ الذكية التي تجعل الطهي أسرع وأسهل، وتوفر عليكم الوقت
نشر في 18.06.2025
في هذا المقال، نكشف لكم حقائق غير متوقعة عن تأثير الجوع على الدماغ والسلوك اليومي، وسبب أهمية “امتلاء المعدة” قبل اتخاذ القرارات المهمة.
قد تبدو العلاقة بين الجوع واتخاذ القرار غير واضحة للوهلة الأولى، لكن العلم الحديث يؤكد أن الجوع لا يؤثر فقط على الحالة الجسدية، بل يتعدى ذلك ليطال طريقة تفكيرنا، حكمنا على الأمور، وحتى تعاملنا مع الآخرين. وفي هذا السياق، إليكم طرق للسيطرة على الجوع من خلال أطعمة وخطوات عملية سهلة التطبيق.
الجوع هو إشعار يصدره الجسم إلى الدماغ عندما تنخفض مستويات الطاقة. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذا الشعور لا يؤثر فقط على المعدة، بل يعيد توجيه موارد الدماغ ويؤثر على مناطق اتخاذ القرار. فعندما نكون جائعين، ينخفض سكر الدم، ويزداد إفراز هرمون “الغريلين”، الذي لا يحفز الشهية فقط، بل يتداخل أيضًا مع مراكز الانضباط الذاتي والتحكم في السلوك.
كثيرون يعرفون مصطلح “هانغري” (Hangry) – وهو مزيج من كلمتي “Hungry” و”Angry”. هذه الكلمة ليست مجرد مزحة، بل تعكس واقعًا نفسيًا مثبتًا علميًا. فالجوع يجعل الإنسان أكثر عرضة للانفعال والغضب، ويؤثر على قدرته على ضبط مشاعره، وبالتالي قراراته.
عندما تنخفض مستويات الجلوكوز في الدماغ، تتراجع قدرة الدماغ على معالجة الأمور بعقلانية، فنصبح أسرع في الحكم، أقل صبرًا، وأكثر ميلًا للقرارات العاطفية والمتهورة.
أظهرت دراسة أجرتها جامعة داندي في اسكتلندا أن الأفراد الجائعين يميلون إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية ومحفوفة بالمخاطر، مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا وجبة متوازنة قبل خوض نفس التجارب. تم إعطاؤهم اختبارات تتعلق باختيار مكافآت فورية صغيرة مقابل مكافآت أكبر مؤجلة. والنتيجة؟ الجائعون اختاروا المكافآت الفورية بنسبة أكبر بكثير، وهو ما يشير إلى ضعف التحكم بالاندفاع والرغبة في الإشباع السريع. وقد جاءت هذه المعلومات بحسب موقع drweil.
الدماغ الجائع يبحث عن الحلول السريعة، سواء أكان ذلك في الطعام أو في الحياة. ولهذا السبب قد تجدون أنفسكم تميلون لشراء أشياء لا تحتاجونها فقط لأنكم جائعون، أو تتخذون قرارات مالية غير عقلانية، أو تقطعون علاقات بشكل متسرع. فالجوع يعطل الجزء من الدماغ المسؤول عن التخطيط بعيد المدى، ويجعلنا نفضل الإشباع السريع على النتائج الأفضل لاحقًا. إليكم 5 حيل طبيعية تخفف إفراز هرمون الجوع لتخسروا الوزن من دون استرجاعه.
الجوع لا يغيّر فقط قراراتنا المالية أو الشخصية، بل يؤثر أيضًا على تفاعلنا مع الآخرين. في العلاقات العاطفية مثلًا، يمكن للجوع أن يسبب توترًا وخلافات غير ضرورية. إذ يصير الإنسان أكثر حساسية وأقل تسامحًا، وقد يقرأ تصرفات الشريك بطريقة سلبية، ليس بسبب الموقف نفسه، بل بسبب شعور داخلي من الانزعاج والضغط.
لا يقتصر تأثير الجوع على البالغين فقط، بل يطال الأطفال والمراهقين بدرجة أكبر وأكثر حساسية. في هذه المراحل العمرية، لا تزال مراكز ضبط النفس والتفكير المنطقي في الدماغ تتطور، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بتقلبات المزاج الناتجة عن انخفاض مستويات السكر في الدم.
ووفقًا لموقع nycfoodpolicy فتشير دراسات سلوكية حديثة إلى أن الأطفال الذين يتوجهون إلى المدرسة من دون تناول فطور صحي يعانون من ضعف التركيز، وتراجع التحصيل الدراسي، وزيادة الانفعالات مثل الغضب أو البكاء المفاجئ. فالجوع يجعلهم أكثر اندفاعًا وأقل قدرة على التفكير بهدوء، ما ينعكس على سلوكياتهم داخل الصف، وعلاقاتهم مع أصدقائهم، وحتى ردود فعلهم في البيت.
لحسن الحظ، يمكن تقليل تأثير الجوع على القرارات من خلال بعض الخطوات البسيطة:
في الختام، إن الجوع أكثر من مجرد رغبة في الطعام، هو حالة فسيولوجية تؤثر مباشرة على عقولنا وسلوكنا، وتعيد تشكيل قراراتنا اليومية بطرق قد لا نتخيلها. من اتخاذ قرارات مالية خاطئة، إلى النقاشات الحادة مع من نحب، أو حتى الحكم في قضايا قانونية، كل ذلك قد يتأثر بمعدة فارغة.
نصيحة: في المرة القادمة التي تجدون أنفسكم على وشك اتخاذ قرار مهم، اسألوا أنفسكم: هل أنتم جائعون؟ إذا كانت الإجابة نعم، خذوا لحظة، تناولوا شيئًا خفيفًا، ثم فكروا من جديد. إليكم نصائح للتحكم في هرمون الجوع.