الكبدة كما تحبونها... جربوا تحضيرها بهذه الطرق الشهية !
نشر في 11.07.2025
هل الدخن من النشويات؟ يتكرّر طرح هذا السؤال كثيرًا لدى من يراقبون تطور نظامهم الغذائي أو يتّبعون حمية لخسارة الوزن أو ضبط مستوى السكر في الدم. يعتبر الدخن من أقدم أنواع الحبوب في العالم، ويُزرع في آسيا وإفريقيا منذ آلاف السنين، وقد بدأ بالعودة بقوة في السنوات الأخيرة إلى موائد الباحثين عن الأكل الصحي. يتميّز بقيمته الغذائية العالية، وغناه بالألياف، ومحتواه المعتدل من السعرات، لكن لا يزال تصنيفه ضمن مجموعات الغذاء يربك البعض.
في هذا المقال، نجيب بدقة ووضوح عن سؤال هل الدخن من النشويات؟ نُحلل مكوّناته الغذائية، ونوضّح أثره على الجسم عند تناوله ضمن اتباع الحميات المختلفة. كما نسلّط الضوء على فوائده الصحيّة، ودوره في تعزيز خسارة الوزن، وتأثيره على مرضى السكري. نعرض كذلك دراسات توضح تأثيره المباشر على الصحة، ونختم بتوصيات عملية لتناوله ضمن نظام غذائي متوازن.
نعم، يُعدّ الدخن من النشويات. لكنّه ليس مثل النشويات المكرّرة أو الضارة. بل يُصنّف من الحبوب الكاملة الغنيّة بالعناصر الغذائية. يحتوي الدخن نسبة عالية من الكربوهيدرات المعقّدة، وهي النشويات التي تُهضم ببطء وتُزوّد الجسم بشعور الطاقة على مدى أطول.
يوجد حوالي 23 غرامًا من الكربوهيدرات، في 100 غرام من الدخن المطبوخ، بالإضافة إلى احتوائه ألياف غذائية وبروتينات ومعادن. لذا، يُعدّ الدخن من النشويات الصحية، ويدخل ضمن نفس المجموعة التي تضم حبوب الشوفان، والكينوا، والأرز البني.
لكي نفهم لماذا الدخن مفيد رغم كونه من النشويات، علينا أن نُفرّق بين النشويات المعقّدة والنشويات البسيطة. تُهضم النشويات البسيطة مثل السكر والدقيق الأبيض بسرعة، وتؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر، ثم انخفاض سريع، مما يسبب شعور الجوع والتعب.
أما الدخن، فهو يحتوي ألياف تُبطئ امتصاص السكر، وتُحافظ على ثبات شعور الطاقة. كما يُمد الجسم بالشعور بالشبع لفترة أطول، وهو ما يُعتبر نقطة إيجابية في أي نظام غذائي لإنقاص الوزن. الدخن يحتوي أيضًا على نسبة جيّدة من البروتين مقارنة بباقي الحبوب، ما يجعله خيارًا متكاملًا من حيث الطاقة والبناء الخلوي.
يدعم تناول الدخن هدف خسارة الوزن بعدة طرق. أوّلها، محتواه العالي من الألياف. فيُقلل تناول الألياف من سرعة امتصاص الطعام، وتُشعر بالشبع، وتُخفّف شعور الرغبة في تناول وجبات خفيفة غير صحية بين الوجبات.
ثانيًا، يعتبر الدخن منخفض السعرات مقارنة ببعض النشويات الأخرى. تحتوي 100 غرام منه على حوالي 120 سعرة حرارية فقط، ما يجعله مثاليًا لتناول وجبة مشبعة من دون تخطي الحد اليومي من مستوى الطاقة. كما يُعزّز محتواه من البروتين والألياف الشعور بالشبع، مما يؤدي تلقائيًا إلى تقليل كمية الطعام المستهلكة خلال اليوم.
يعتبر تناول الدخن خيار مناسب لمرضى السكري عند تناوله بكميات معتدلة. بفضل مؤشره الجلايسيمي المنخفض إلى المتوسط، لا يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى الجلوكوز في الدم. يساعد ذلك في التحكم بمستوى السكر، خاصة إذا تم تناوله مع مصادر أخرى غنية بالألياف والبروتين.
دراسة نُشرت في Journal of Food Science and Technology عام 2016، أظهرت أن إدخال الدخن في النظام الغذائي اليومي يُحسّن استجابة الجسم للأنسولين، ويُقلل من مستويات السكر التراكمي لدى مرضى السكري.
يُعتبر الدخن سهل الطهي ويُمكن استخدامه بدل الأرز أو البرغل أو المعكرونة. يمكنكم سلقه وتناوله كوجبة رئيسية مع الخضار، أو استخدامه في إعداد الشوربات، والسلطات، وحتى في صنع كعك صحي خالٍ من الطحين. يمكن أيضًا طحنه وتحويله إلى دقيق الدخن، واستخدامه في اعداد وصفات الخبز أو الفطائر الصحية. يُضفي نكهة خفيفة ومحبّبة، ويُناسب من يتّبعون حمية خالية من الجلوتين.
يفضَّل نقع الدخن قبل الطهي لساعات قليلة لتسهيل عملية الهضم وتحسين امتصاص المعادن، كما يُنصح بعدم الإفراط في تناوله، بل موازنته مع مصادر غذائية أخرى لضمان تنوّع العناصر.
هل الدخن من النشويات؟ نعم، لكنّه من يعتبر من النوع الصحي الذي يدعم صحّة الجسم أكثر مما يرهقه. كما يعذّ أيضًا من الحبوب الكاملة التي توفّر طاقة بطيئة، وتشعر بالشبع، وتحسّن عملية الهضم، من دون التسبّب في ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر أو الدهون.
ليس الدخن مكوّنًا تقليديًا فحسب، بل هو خيار ذكي لكل من يسعى للحفاظ على نمط حياة صحي. بفضل تركيبته الغنية وسهولة تحضيره، كما يمكنكم الاستفادة منه كبديل ممتاز للنشويات المكرّرة. سواء كنتم تتبعون حمية، أو ترغبون في تنويع نظامكم الغذائي، فيستحق الدخن أن يحظى بمكان ثابت في أطباقكم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكم عن الفرق بين الشوفان والشعير.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتبر أنّ الدخن من الحبوب التي جمعت بين الطعم الخفيف والفائدة الكبيرة. أستخدمه بانتظام كبديل عن الأرز في الوجبات الرئيسية، وأجد أنه يمنحني بطاقة ثابتة من دون شعور بالثقل أو الجوع السريع. أنصح به كل من يبحث عن خيار ذكي ومتوازن لنظامه الغذائي، خصوصًا إذا كان الهدف هو المحافظة على الصحة، لا الحرمان.