هل الفطور حقًا أهمّ وجبة في اليوم؟ ما يقوله العلم في 2025

سمعنا جميعا أن الأشخاص الأكثر صحة ولياقة لا يتخطون وجبة الإفطار. ولكن هل يعني هذا أن الإفطار يجعلنا أكثر صحة؟

إلى جانب عبارات كلاسيكية قديمة مثل “الجزر يُحسّن الرؤية الليلية”، تُعدّ وجبة الإفطار أهم وجبة في اليوم من أكثر العبارات شيوعًا، إليكم فطور صحي ومشبع: قائمة بأشهى الوصفات.

مؤشرات متضاربة

ينشأ الكثير منا معتقدين أنّ تفويت وجبة الإفطار كارثة غذائية.

حتى لو كان ثلثا البالغين فقط في المملكة المتحدة يتناولون وجبة الإفطار بانتظام، وفقًا لجمعية أخصائيي التغذية في المملكة المتحدة (BDA)، وحوالي ثلاثة أرباع الأمريكيين .

إنّ مفتاح أهمية وجبة الإفطار يكمن في اسمها: حيث يُنصح بتناولها لكسر صيامنا الليلي، فما هي أهمية الفطور الصحي في الصباح؟

لذلك تشرح أخصائية التغذية سارة إلدر: “يستخدم الجسم كميات كبيرة من مخزون الطاقة للنمو والتعافي خلال الليل”.

وتناول وجبة فطور متوازنة يساعد على زيادة طاقتنا، بالإضافة إلى البروتين والكالسيوم المُستهلك طوال الليل.

لكن هناك خلافًا واسع النطاق حول ما إذا كان ينبغي أن تحتفظ وجبة الإفطار بمكانتها الأولى في قائمة الوجبات.

فإلى جانب تزايد شعبية الحميات الغذائية القائمة على الصيام، برزت مخاوف بشأن محتوى السكر في الحبوب ، وانخراط صناعة الأغذية في الأبحاث المؤيدة لوجبة الإفطار.

بل وصل الأمر إلى ادعاء أحد الأكاديميين بأن وجبة الإفطار “خطيرة”.

إذن، ما هي الحقيقة؟ هل الفطور بداية ضرورية لليوم… أم حيلة تسويقية من شركات حبوب الإفطار؟

ماذا يقول العلماء؟

الجانب الأكثر بحثًا حول وجبة الإفطار (وتخطيها) هو ارتباطها بالسمنة. لدى العلماء نظريات مختلفة حول سبب وجود علاقة بينهما.  

في دراسة أمريكية حللت بيانات صحية لخمسين ألف شخص على مدى سبع سنوات.

ووجد الباحثون أنّ من جعلوا وجبة الإفطار أكبر وجبة في اليوم كانوا أكثر عرضة لانخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI) مقارنةً بمن تناولوا وجبة غداء أو عشاء دسمة.

وجادل الباحثون بأنّ وجبة الإفطار تساعد على زيادة الشعور بالشبع، وتقليل السعرات الحرارية اليومية، وتحسين جودة نظامنا الغذائي.

لأنّ أطعمة الإفطار غالبًا ما تكون غنيّة بالألياف والعناصر الغذائية – وتحسين حساسية الأنسولين في الوجبات اللاحقة، ممّا قد يشكل خطرًا للإصابة بمرض السكري.

ولكن كما هو الحال مع أيّ دراسة من هذا النوع، لم يكن من الواضح ما إذا كان هذا هو السبب – أو ما إذا كان الأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار أكثر عرضة لزيادة الوزن في المقام الأول.

لمعرفة ذلك، صمّم الباحثون دراسة شاركت فيها 52 امرأة بدينة في برنامج لإنقاص الوزن لمدة 12 أسبوعًا، إليكم وجبة فطور غنيّة بالبروتين تضمن شعوركم بالشبع لوقتٍ أطول.

وتناولت جميعهن نفس عدد السعرات الحرارية على مدار اليوم، لكن نصفهن تناولن وجبة الإفطار، بينما لم يتناولها النصف الآخر.

وتبيّن أنّ وجبة الإفطار نفسها لم تكن السبب في فقدان المشاركات للوزن، بل تغيير روتينهن المعتاد.

وفقدت النساء اللواتي ذكرن قبل الدراسة أنهن يتناولن وجبة الإفطار عادةً 8.9 كيلوغرام عندما توقفن عن تناولها، مقارنةً بـ 6.2 كيلوغرام في مجموعة الإفطار.

في المقابل، فقدت اللواتي اعتدن تخطي وجبة الإفطار 7.7 كيلوغرام عندما بدأن بتناولها، و6 كيلوغرامات عندما استمررن في تخطيها.

السمنة وتخطي وجبات الإفطار

تقول ألكسندرا جونستون، أستاذة أبحاث الشهية في جامعة أبردين، إنّ السبب قد يكون ببساطة هو أنّ الأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار لديهم معرفة أقلّ بالتغذية والصحة.

وتقول “هناك العديد من الدراسات حول العلاقة بين تناول وجبة الإفطار والنتائج الصحية المحتملة، ولكن قد يكون السبب في ذلك هو أن أولئك الذين يتناولون وجبة الإفطار يختارون أن يكون لديهم سلوكيات تعزز الصحة بشكل معتاد مثل عدم التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام”.

من جهة أخرى خلصت مراجعة أجريت عام 2016 لعشر دراسات تبحث في العلاقة بين وجبة الإفطار وإدارة الوزن إلى وجود “أدلة محدودة” تدعم أو تدحض الحجة القائلة بأن وجبة الإفطار تؤثر على الوزن أو تناول الطعام .

وهناك حاجة إلى مزيد من الأدلة قبل استخدام توصيات وجبة الإفطار للمساعدة في منع السمنة، تعرّفوا على دايت الصيام المتقطع للتخلّص من الكرش وخسارة الوزن.

وليمة أم صيام؟

يكتسب الصيام المتقطع، الذي يتضمن الصيام طوال الليل وحتى اليوم التالي، شعبية متزايدة بين أولئك الذين يتطلعون إلى فقدان الوزن أو الحفاظ عليه أو تحسين صحتهم.  

فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة تجريبية نُشرت عام 2018 أن الصيام المتقطع يُحسّن التحكم في سكر الدم وحساسية الأنسولين ، ويُخفّض ضغط الدم.

أجريت الدراسة على ثمانية رجال مُصابين بمرحلة ما قبل السكري بواسطة جدولين غذائيين:

• إما تناول جميع سعراتهم الحرارية بين الساعة التاسعة صباحًا والثالثة ظهرًا
• أو تناول نفس الكمية من السعرات الحرارية على مدار 12 ساعة.
• تبيّن أن نتائج مجموعة التاسعة صباحًا والثالثة ظهرًا تُضاهي نتائج الأدوية الخافضة لضغط الدم، وفقًا لكورتني بيترسون، مؤلفة الدراسة والأستاذة المساعدة في علوم التغذية بجامعة ألاباما في برمنغهام.

ومع ذلك، فإنّ الحجم الصغير للدراسة يعني أننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول فوائدها المحتملة على المدى الطويل، ما هي وجبات نظام الصيام المتقطع؟

وبحسب أحد الأكاديميين إنّ تناول وجبة الإفطار أمر خطير ” فالأكل في وقت مبكر من اليوم يرفع مستوى الكورتيزول في الدم أكثر من تناوله لاحقًا.

وهذا ما يجعل الجسم مقاومًا للأنسولين مع مرور الوقت، وقد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.”