الريحان الطازج أم المجفف؟ أيهما الأفضل ولماذا؟
نشر في 23.05.2025
في هذا المقال، سنناقش متى يكون التعب بعد الأكل أمرًا طبيعيًا، ومتى يجب أن يدفعكم إلى استشارة الطبيب فورًا ومن دون تردد.
يشعر كثير من الناس بالنعاس أو التعب بعد تناول الطعام، وهي حالة تعرف باسم “النعاس بعد الأكل” أو “الخمول بعد الوجبة” (Postprandial somnolence). ورغم أن هذا الشعور قد يبدو طبيعيًا في بعض الأحيان، إلا أنه قد يكون أيضًا مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى الانتباه. وفي السياق نفسه، يمكنكم التعرف على أطعمة قد تؤدي إلى تراجع طاقتكم وتجعلكم تشعرون بالتعب طوال اليوم.
يعد الشعور بالتعب أو النعاس بعد تناول الطعام أمرًا شائعًا بين كثير من الناس، وقد يبدو محيرًا أحيانًا، لكنه في الغالب ناتج عن تفاعلات طبيعية داخل الجسم. إليكم أهمها:
عند تناول الطعام، يزداد تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي للمساعدة في عملية الهضم، مما يقلل كمية الدم المتجه إلى الدماغ مؤقتًا. وهذا قد يؤدي إلى الشعور بالنعاس أو انخفاض في الطاقة، وهو أمر طبيعي تمامًا، خصوصًا بعد الوجبات الكبيرة أو الغنية بالكربوهيدرات والدهون.
تؤدي عملية الهضم إلى إطلاق هرمونات مثل الإنسولين، الذي يساعد في إدخال السكر إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة. كما يفرز السيروتونين والميلاتونين، وهما هرمونان مرتبطان بالنعاس والاسترخاء، مما يفسر الشعور بالتعب بعد الأكل.
الوجبات الثقيلة، أو التي تحتوي نسبة عالية من الكربوهيدرات البسيطة مثل الخبز الأبيض أو الحلويات، ترفع سكر الدم بسرعة ثم يهبط فجأة، مما يسبب شعورًا بالخمول. بالمقابل، الوجبات المتوازنة التي تحتوي ألياف وبروتين ودهون صحية تساعد على إبقاء مستويات الطاقة مستقرة. تناولوا هذه الوجبات التي تحتوي الألياف.
العديد من الناس يشعرون بشكل طبيعي بتراجع في النشاط بين الساعة 1 و3 بعد الظهر، وهي فترة تعرف بانخفاض النشاط اليومي في الدورة البيولوجية للجسم. وإذا تزامنت هذه الفترة مع تناول الغداء، فقد يعزز الشعور بالتعب.
رغم أن التعب بعد الأكل غالبًا ما يكون غير مقلق، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تستدعي انتباهًا طبيًا:
إذا كنتم تشعرون بتعب شديد بعد الأكل مصحوبًا بضعف أو دوخة، فقد يكون ذلك نتيجة لارتفاع أو انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، وهو شائع عند مرضى السكري أو من لديهم مقاومة للإنسولين. وفي هذه الحالات، يجب مراجعة الطبيب وقياس مستويات السكر بعد الأكل مباشرة.
يمكن أن يسبب قصور الغدة الدرقية شعورًا مستمرًا بالتعب، يزداد سوءًا بعد الأكل بسبب بطء عملية الأيض. ومن علامات قصور الغدة أيضًا، زيادة الوزن، جفاف الجلد، وبرودة الأطراف.
بعض الأشخاص يعانون من حساسية أو عدم تحمل لبعض أنواع الطعام مثل الغلوتين أو اللاكتوز. والتعب بعد الأكل قد يكون أحد الأعراض المصاحبة، إلى جانب الانتفاخ أو ألم المعدة أو الإسهال.
إذا كنتم لا تحصلون على قسط كافٍ من النوم ليلًا، فمن الطبيعي أن تشعروا بالنعاس بعد تناول الطعام. أما إذا كنتم تنامون جيدًا وما زلتم تعانون من تعب شديد بعد الأكل، فقد يشير ذلك إلى وجود اضطراب في النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم.
في بعض الحالات، قد يكون التعب بعد الأكل علامة على وجود مشكلة في القلب مثل ضعف عضلة القلب أو في الجهاز الهضمي مثل القرح أو مشاكل الكبد أو البنكرياس. وهذه الحالات غالبًا ما تترافق مع أعراض إضافية مثل ألم في الصدر أو الغثيان أو التعرق الزائد.
الشعور بالتعب بعد الأكل أمر شائع وطبيعي في أغلب الأحيان، لكنه قد يشير أحيانًا إلى وجود حالة صحية تحتاج إلى تقييم طبي. فهم الأسباب والعوامل المؤثرة، ومراقبة نمط الحياة والتغذية، يمكن أن يساعد في تقليل هذا الشعور وتحسين جودة حياتكم. وإذا كان التعب متكررًا أو غير معتاد، فاستشارة الطبيب خطوة مهمة وأساسية.