خرافات منتشرة حول الدايت يجب التوقف عن تصديقها
نشر في 28.05.2025
جربتم وصفة ترند مشهورة على الإنترنت.. هل كانت تجربة ناجحة؟ شاهدوا النتيجة المفاجئة في الطهي! ولا تفوتوا لحظات الضحك والمفاجآت.
في عصر السوشيال ميديا، باتت الوصفات تنتشر كالنار في الهشيم، وتتحول بين ليلة وضحاها إلى ترند يلهث خلفه الملايين من المستخدمين، بحثًا عن مذاقٍ جديد أو عرض مبهر للطبخ. وبعد أن جربت ترند سلطة الخيار على تيك توك وجدت نفسي منجذبة إلى إحدى تلك الوصفات المنتشرة بكثافة على “تيك توك” و”إنستغرام”، وصفة تعرف “معكرونة الفيتا المشوية مع الطماطم الكرزية”.
ما أغراني في البداية كان بساطة المكونات: قالب من جبنة الفيتا، حفنة من الطماطم الكرزية، فصوص من الثوم، زيت الزيتون، رشة من الزعتر البري، معكرونة مسلوقة، ورغبة حقيقية في الطبخ. وكانت الطريقة تبدو سهلة بشكل مبالغ فيه، حتى أن بعض الفيديوهات كانت لا تتجاوز الدقيقة الواحدة، مما جعل الأمر يبدو كأنكم في طريقكم لتحضير تحفة طهوية من دون مجهود يذكر.
وضعت المكونات في طبق زجاجي، وصببت فوقها زيت الزيتون بسخاء كما أوصت معظم الفيديوهات. أضفت الثوم والزعتر والريحان المجفف، ثم وضعت كل ذلك في الفرن على حرارة 200 درجة مئوية، وبدأت أعدّ الدقائق بلهفة.
مرّت عشرون دقيقة. ثم ثلاثون. وبينما كان الفرن ينبعث منه عطر قوي يملأ المطبخ، بدأت أشعر بالثقة تزداد، وكأنني في طريقي لأن أصبح أحد نجوم الطهي على الإنترنت.
أخرجت الطبق أخيرًا من الفرن. وكانت الطماطم قد تفجّرت جزئيًّا، والفيتا تحوّلت إلى كتلة ذهبية اللون، شبه محترقة من الأطراف. لكن الكارثة لم تكن في الشكل فقط، بل في المذاق.
عندما خلطت المزيج مع المعكرونة، ظهرت المشكلة. فقد كانت الجبنة مالحة أكثر من اللازم، والطماطم حمضية بطريقة أرهقت الحنك، والنكهات لم تتمازج كما تخيلت. بدت كأنها مكونات اجتمعت بطريقة غير صحيحة. لقد صنعت طبقًا لا يمكن تصنيفه لا كوجبة رئيسية ولا كفاتح شهية. كان مذاقه أشبه بتجربة كيميائية خاطئة أكثر منه وصفة طعام.
والأسوأ من ذلك، أنني قد جهزت كمية كبيرة على أمل أن تكون وجبتي الرئيسية لليوم، وربما لليوم التالي أيضًا. لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا. وحاولت إقناع نفسي بأنها مسألة ذوق، وربما لو جربت قضمات أخرى سيتغير انطباعي. لكن الحقيقة أن الطعم لم يتحسن، بل زاد سوءًا مع كل محاولة.
جلست أمام الطبق، أفكر. هل يمكن إنقاذ هذه “الكارثة”؟ تناولت بعض المكونات الإضافية من الثلاجة: القليل من الكريمة السائلة، بعض البقدونس الطازج، رشة من الفلفل الأسود الحار، وملعقة صغيرة من العسل.
أعدت تسخين المزيج، أضفت الكريمة لتخفيف حدّة الملوحة، والعسل لكسر الحموضة، ثم رششت الفلفل لإضفاء لمسة حارة متوازنة. وأخيرًا، زينت الطبق بالبقدونس الطازج.
هذه المرة، كانت المفاجأة. فالطعم تغيّر كليًا. وتحولت الوصفة من مزيج ملحي حامض إلى طبق دافئ وغني. صحيح أنني انحرفت عن الوصفة الأصلية، لكنني وجدت فيها فرصة للخلق، وليس مجرد تقليد. وبدلًا من الاستسلام للفشل، اخترت أن أستخدم الخطأ كطريقة للابتكار.
وهذا ما أدهشني. أحيانًا، يقودنا الخطأ إلى منطقة من الذوق لم نكن نعلم أنها موجودة أصلًا. كنت أظن أن الطهي محصور في اتباع الخطوات بحذافيرها، لكنني أدركت أن الطهي، في جوهره، مزيج بين المكونات والخيال.
هذه التجربة جعلتني أتأمل في ظاهرة وصفات الإنترنت. ليست كل وصفة منتشرة بالضرورة جيدة، وبعضها يعتمد أكثر على “المنظر” من دون النظر إلى النكهة أو التوازن الغذائي. فالتقديم البصري القوي قادر على خداع الحواس، لكنه لا يعكس الواقع دومًا. وفي كثير من الأحيان، لا يتم عرض النتيجة كما هي، بل يتم تعديلها لتبدو مثالية أمام الكاميرا.
إن تجربة الطبخ الحقيقية لا تكمن في نسخ خطوة بخطوة، بل في أن نفهم المكونات، نتذوقها، ونمنح أنفسنا المساحة للخطأ، ومن ثم التصحيح. كما يمكنكم الاطلاع على طرق عمل المعكرونة بأنواعها بالصور لتحضير ألذ الأطباق.
وإذا كنتم لا ترغبون في الوقوع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه، فلا تقلقوا! يمكنكم الاطلاع على الوصفة كاملة بكل مقاديرها الدقيقة وخطواتها الواضحة من خلال موقعنا، لتستمتعوا بتحضيرها في البيت بسهولة ونجاح، ومشاركتها مع أفراد عائلاتكم.
تقدّم ل…
4 أشخاصدرجات الصعوبة
سهل15 دقيقة
30 دقيقة
45 دقيقة
الوصفة التي بدأت بكارثة انتهت بإبداع لم يكن مخططًا له. ولم أعد أثق كثيرًا بترندات الطهي كما كنت من قبل، لكنني أقدر الدروس التي تقدمها. في كل فشل، يوجد احتمال للإبداع. وفي كل وصفة، مهما كانت شهرتها، هناك متسع للتجربة، إعادة المحاولة وإضفاء لمساتنا الخاصة. وفي هذا السياق، تعرفوا على ترند الطيبين: من وجبة مندثرة إلى “الإكسبلور”.. فهل فعلًا تستحق التجربة؟