هل تأكلون بسرعة؟ كيف تؤثر سرعة الأكل على الهضم والوزن

في الواقع، قد يعني تناول الطعام بسرعة مضغًا أقل، مما قد يُعيق الهضم السليم وامتصاص العناصر الغذائية. فكيف يؤثر على الهضم والوزن؟

تناول الطعام بسرعة قد يؤثر سلبًا على عملية الهضم، وقد يُسهم في زيادة الوزن. فعند تناول الطعام بسرعة كبيرة، قد نستهلك سعرات حرارية أكثر قبل أن يتلقى دماغنا إشارات الشبع، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة استهلاك السعرات الحرارية. وقد يهمكم الإطلاع على أفضل الأطعمة لفقدان الوزن أدخلوها في نظامكم الغذائي السليم.

كيفية تأثير سرعة تناول الطعام على الهضم والوزن

التأثير على الهضم:

• قلة المضغ: تناول الطعام بسرعة يعني أننا أقل قدرة على مضغ الطعام جيدًا، مما قد يُصعّب على جسمنا هضم الطعام بشكل صحيح وامتصاص العناصر الغذائية.
• ابتلاع المزيد من الهواء: غالبًا ما يبتلع الأشخاص الذين يتناولون الطعام بسرعة المزيد من الهواء، مما قد يؤدي إلى الانتفاخ والغازات.
• تأخر إشارات الشبع: يستغرق الدماغ حوالي 20 دقيقة لتلقي إشارات الشبع من المعدة. لذلك، فإن تناول الطعام بسرعة كبيرة قد يُؤخر هذه الإشارات، مما يُصعّب علينا معرفة وقت الشبع، وقد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.

التأثير على الوزن:

• زيادة استهلاك السعرات الحرارية: قد يؤدي تناول الطعام بسرعة إلى استهلاك سعرات حرارية أكثر قبل الشعور بالشبع، مما قد يُسهم في زيادة الوزن.
• انخفاض نشاط مسارات الشبع: قد يُقلل قلة المضغ من نشاط مسارات الدماغ المرتبطة بالشعور بالشبع، مما يُسهم في الإفراط في تناول الطعام.
• التأثيرات الأيضية: وفقًا لبحث نُشر على موقع  according to research on ScienceDirect.com. ، ارتبط تناول الطعام بسرعة بزيادة استهلاك الطاقة الغذائية، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، وانتشار السمنة.

هل هناك مخاطر صحية؟

أولاً وقبل كل شيء، تناول الطعام بسرعة قد يقلل من استمتاعنا بوجبتنا. وهذا أمر لا يرغب به أحد! ولكن إلى جانب إفساد علاقتنا بوقت الغداء، قد تنشأ مشاكل صحية أخرى نتيجة تناول الطعام بسرعة، بما في ذلك:

1- سوء الهضم

يُعد مضغ الطعام جيدًا جزءًا أساسيًا من عملية الهضم. فعندما نأكل بسرعة، نميل إلى أخذ لقيمات أكبر ومضغ أقل، مما يعني أن الطعام يدخل معدتنا في قطع أكبر. وهذا قد يُجهد جهازنا الهضمي ويُصعّب على جسمنا هضم الطعام بشكل صحيح.

2- عسر الهضم وحرقة المعدة

يمكن أن يُسهم تناول الطعام بسرعة أيضًا في عسر الهضم وحرقة المعدة. فالأكل السريع قد يُسبب ابتلاع الهواء، مما يؤدي إلى الانتفاخ والغازات والشعور بعدم الراحة. بالإضافة إلى ذلك، قد تُنتج معدتنا حمضًا زائدًا استجابةً لكميات الطعام الكبيرة، مما قد يُسبب حرقة المعدة.

3- سوء امتصاص العناصر الغذائية

عندما نأكل بسرعة، قد لا يتوفر لجسمنا الوقت الكافي لتفكيك وامتصاص العناصر الغذائية من الطعام بشكل صحيح. كما يمكن أن يحدّ هذا من التوافر الحيوي للفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأساسية الأخرى، مما قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية مع مرور الوقت.

4- زيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي

تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الطعام بسرعة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات المرضية تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وزيادة دهون البطن، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية.

علاوةً على ذلك، يمكن أن تزيد هذه العوامل مجتمعةً بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني.

5- زيادة الوزن غير المرغوب فيها

تُظهر الأبحاث أيضًا أن تناول الطعام بسرعة يُعدّ عاملًا مساهمًا في زيادة الوزن غير المرغوب فيها.

على سبيل المثال، فحص باحثون من جامعة يابانية بيانات أكثر من 50,000 شخص مصاب بداء السكري من النوع الثاني. طُلب من المشاركين وصف أنفسهم بأنهم سريعو الأكل، أو عاديو الأكل، أو بطيئو الأكل.

من ناحية أخرى، تشير عالمة النفس ليزلي هاينبرغ، والحاصلة على درجة الدكتوراه إلى أن الأشخاص الذين كانوا أبطأ في الأكل كانوا الأقل عرضة للإصابة بالسمنة”. أما الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم عاديو الأكل فكانوا أكثر عرضة للخطر، ولكن أعلى خطر كان في مجموعة الأكل السريع.

بالإضافة إلى ذلك، توصلت دراسة أجريت عام 2018 إلى أن سرعة تناول الطعام مرتبطة بالسمنة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 17 عامًا. وقد يهمكم معرفة كيفية هضم الطعام بشكل أسرع، وفقًا لخبراء التغذية.

نصائح تساعدكنا على تناول الطعام ببطء

منح أنفسنا وقتًا كافيًا لتناول وجبتنا

أولًا، يجب التأكد من تخصيص وقت كافٍ لكل وجبة. حيث نعيش في عالم سريع الخطى، تنتشر فيه مطاعم الوجبات السريعة في كل مكان، ولكن تناول وجبات الغداء التي لا تتجاوز الخمس دقائق يجب أن يكون الاستثناء وليس القاعدة.

كما أن تناول الطعام ببطء يسمح لنا بالاستمتاع بوجبتنا والشعور بالشبع قبل الإفراط في تناول الطعام.

تقول الدكتورة هاينبرغ أنه يجب أن يستغرق تناول الوجبة أكثر من 20 دقيقة ويفضل أن تكون حوالي 30 دقيقة، حتى تتاح لعقلنا فرصة اللحاق بمعدتنا. وتقترح استخدام مؤقت أو مراقبة الساعة لتمديد مدة الوجبة إلى 30 دقيقة.

إبطاء عملية المضغ

بعد ذلك، أثناء تناول وجبتنا، يجب التأكد من إعطاء وقت كافٍ لمضغ كل لقمة قبل بلعها. هذا يعني أننا لن نشعر بقطع كبيرة من الطعام تدخل إلى الحلق. لذلك، تقترح الدكتورة هاينبرغ مضغ كل لقمة من 15 إلى 30 مرة، حسب نوع الطعام. وفي سياق متصل، اكتشفوا اطعمة تساعد في تحسين عملية الهضم.

ارتشاف الماء

من الجيد أيضًا الحفاظ على رطوبة جسمنا أثناء تناول الطعام. حيث يجب رشف رشفات من الماء كل بضع لقيمات، فهذا لا يشجعنا على أخذ فترات راحة ضرورية فحسب، بل يساعدنا أيضًا على الشعور بالشبع. كما أنه يساعد على تليين الأطعمة الصلبة أثناء عملية المضغ.