تختلف أساليب صناعة الخبز في الدول العربية حيث تشتهر كلّ بنوع محدد من الخبز إضافة إلى طريقة تحضير وخبز مميزة.

لذلك ومن ضمن أساليب تحضير الخبز التقليدية، خبز التنور الحضرمي الذي تشتهر بتحضيره منطقة حضرموت في اليمن، إليكم طريقة عمل خبز الملوح اليمني بالفرن.

ما هو خبز التنور الحضرمي؟

خبز التنور الحضرمي هو نوع من الخبز المشهور في منطقة حضرموت في اليمن، إليكم أنواع الخبز اليمني ووصفات تحضيره بالتفصيل.

لذلك يتم تحضيره عن طريق الخبز في تنور خاص يسمّى “تنور حضرمي” والذي يعتبر جزءاً أساسياً من التراث في هذه المنطقة.

التنور الحضرمي

التنور الحضرمي هو فرن تقليدي من الطين يُستخدم في منطقة حضرموت لطهي الخبز و أنواع أخرى من الأطعمة. 

والتنور الحضرمي عادةً ما يكون دائريًا ومصنوعًا من الطين المخلوط بالتبن والملح. 

لذلك يشتهر هذا التنور بخصائصه الفريدة التي تمنح الخبز طعمًا مميزًا وملمسًا هشًا.

والتنار أو التنور هو عبارة عن أشياء بسيطة مثل أكوام من الحجارة و مجموعة من الأواني الحديدية المستعملة وحوض صغير تعجن فيه الطينة الجبلية بالماء والطين (الزبر) و نشارة الخشب.

بالاضافة الى وجود البرم وهو مادة تجلب من محافظة شبوة .

لذلك وتختلف أحجام التنانير فأصغرها يتسع لقرصين من الخبز ويصل ارتفاعه إلى ذراع أو ذراع ونصف وقطر فوهته فوت واحد.

أمّا الأكبر فقد يصل ارتفاعه إلى ذراعين ونصف أو ثلاثة و قطر قاعدته إلى فوتين و يتسع لعشرة أقراص من خبز التنور الصحي.

لذلك ما يميّز التنور الحضرمي أنه أكثر آمانا للمرأة كونه يعزل الحرارة عن سطحه الخارجي،فلا تخاف حريقًا أو لذعة نار فتخبز فيه كل ليلة دون عناء أو قلق .

ويتمّ استخدامه في المقام الأول لتحضير الخبز الحضرمي (المعروف أيضًا باسم “المفحوس”)، وهو نوع من الخبز المسطح الذي يتضمن من مكونات طبيعية مثل القمح أو الأرز الأحمر أو الدقيق الأسمر. 

علمًا أنه يتم خبز الخبز في التنور عن طريق وضعه على جدرانه الداخلية المشتعلة بالفحم، مما يمنحه قشرة خارجية هشة ولونًا ذهبيًا مميزًا. 

ومؤخرًا تمّ تطوير التنانير في حضرموت لتشمل أنواعًا تعمل بالغاز، ممّا ساهم في انتشارها واستخدامها على نطاق أوسع. 

الخبز الحضرمي أو “المفحوس”

يتمّ صناعة “المفحوس” من مواد طبيعيّة، ويتمّ عجنه وتشكيله على هيئة أقراص، على ان يتمّ فردها وتسويتها بفرن “التنور”.

ممّا يمنحها القشرة الخارجية الهشة، ذات اللون الذهبي المميز.

ويتمّ تقديم هذا الخبز أو الكعك الحضرمي ساخنًا مع أصناف من المأكولات الشهيّة والعسل البلدي.

لذلك على الرغم من أن عملية إعداده قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، إلاّ أنها ليست كذلك.

فهذا الطبق التقليدي الأصيل له طرق إعداد محددة يتمّ تناقلها عبر الأجيال، وكما يقول المثل الشعبي: “أعطي الخبز لخبازة”.

مميزات هذا الخبز

المفحوس وجبة فريدة من نوعها في وادي حضرموت، وخيار مثالي لتناول الإفطار أو الغذاء في جميع أرجاء المنطقة.

يتميّز بأنه مصنوع من مكونات ممتازة كالبُر أو الأرز الأحمر أو الدقيق الأسمر، مع إضافة الحبة السوداء والقليل من الملح والسمن.

ولا تنتهي مزايا المفحوس عند هذا الحدّ، فهو يتميز أيضًا بقدرته الفائقة على الحفظ، إذ يمكن الاحتفاظ به لأكثر من يومين دون فقدان طعمه الشهي.

وفي حال زيادة الكمية المصنوعة في البيوت، فإنه يتمّ تفتيته وإضافته إلى الصانة (البهارات) والخم (سمك القرش المخفف بالملح) أو الضدح (نوع من الخضراوات).

ليتحوّل إلى وجبة عشاء تحمل تسمية خبز الفتة أو خبز ملوح يمني.

لذلك يعتبر الخبز الحضرمي “المفحوس” أكثر من مجرد وجبة لذيذة وصحيَة، حيث يطال بعمق تاريخ وتراث حضرموت الأصيل.

ومن طرق إعداده المتوارثة عبر الأجيال إلى مكوناته الطبيعيّة الأصيلة، يعكس هذا الخبز هُوية المنطقة وثقافتها الغنيّة.

لذلك إنه صورة مشرفة للماضي، الممتدة للحاضر، والتي تعمل على إحياء روح الأجداد وعادات الأرض التي لا ينبغي أن تندثر.

لذلك فإن الاحتفاء بهذا الطبق التقليدي هو واجب على جميع أبناء حضرموت واليمن، كونه رمزًا ثقافيًا وتراثيًا للمنطقة.

برأيي الشخص، كمحرّرة، أنّ المفحوس ليس مجرد طبق للإفطار أو الغذاء، بل أيضًا قاعدة ممتازة لوجبات رئيسة أخرى كالمفحوصة والشوربة الحضرميّة، والتي تعكس ثراء وتنوّع المطبخ الحضرمي.