أنواع الفطور حول العالم: كيف يبدأ الناس يومهم؟

في هذا المقال، سنأخذكم في جولة حول العالم لنتعرف على أشهر أنواع الفطور وكيف يبدأ الناس يومهم باختيارات مختلفة وشهية.

الفطور هو الوجبة الأولى في اليوم، والبوابة التي تمنح الجسد طاقة للانطلاق بنشاط وتركيز. ومع أن مكوناته تختلف من ثقافة إلى أخرى، يبقى جامعًا بين الشعوب كلها كعادة أساسية لا غنى عنها. فما يأكله الناس صباحًا يكشف الكثير عن تاريخهم، بيئتهم، وعاداتهم الغذائية.

جولة شهية حول العالم

إليكم كيف تبدأ الشعوب يومها بنكهات تقليدية وأطباق فطور مميزة تعكس ثقافاتها الغنية:

الفطور في الشرق الأوسط

يعتبر الفطور العربي من أكثر الوجبات تنوعًا وغنى. ففي لبنان وسوريا وفلسطين، غالبًا ما يبدأ اليوم بمائدة تضم اللبنة، الزيتون، الطماطم، الخيار، الزعتر، والخبز الطازج. والفول المدمس والحمص أيضًا من الأطباق الأساسية التي تمنح شعورًا بالشبع لفترة طويلة. أما في مصر، فالفول مع الزيت والليمون والخبز البلدي هو البطل بلا منازع، إلى جانب الطعمية أحيانًا. وفي هذا السياق، ننصحكم بالاطلاع على أكلات فطور لبنانية مميزة: إليكم ألذ الأطباق لبدء يومكم بنشاط.

يعتمد هذا الفطور على مكونات بسيطة لكنها غنية بالبروتين والألياف، مما يجعله مشبعًا وصحيًا في آن واحد.

الفطور التركي

في تركيا، الفطور ليس مجرد وجبة سريعة، بل هو طقس اجتماعي. فالمائدة التركية تضم تشكيلة واسعة مثل أجبان متنوعة، زيتون، مربيات منزلية، عسل مع القشطة، خبز طازج، بيض مطهو بطرق مختلفة، إضافة إلى الشاي التركي الساخن. وهذا الفطور يعكس روح الضيافة التركية ويعتبر فرصة للتجمع العائلي في عطلات نهاية الأسبوع.

الفطور الإنجليزي

عندما نتحدث عن “الفطور الإنجليزي الكامل”، فنحن نتحدث عن طبق متكامل يحتوي البيض المقلي، النقانق، الفاصولياء بالصلصة، الطماطم المشوية، الفطر، وأحيانًا البطاطس. ويعتبر هذا الفطور غنيًا جدًا بالسعرات الحرارية، وقد جاء تاريخه من حاجة العمال قديمًا إلى وجبة مشبعة تمنحهم الطاقة للعمل لساعات طويلة. واليوم، ما زال يحظى بشعبية، خصوصًا في عطلات نهاية الأسبوع.

الفطور الأوروبي

تختلف عادات الفطور بين بلدان أوروبا:

• في فرنسا، يفضل الناس فطورًا خفيفًا يتكون غالبًا من كرواسون أو باغيت مع زبدة ومربى، إلى جانب فنجان قهوة أو شوكولا ساخنة.
• في إيطاليا، الفطور مشابه، حيث يكتفي الكثيرون بالـ”كابوتشينو” مع قطعة صغيرة من المعجنات.
• أما في ألمانيا والنمسا، فالفطور أكثر غنى، ويشمل خبزًا أسمر، أجبانًا ونقانق، أحيانًا مع بيض مسلوق.

الملفت أن معظم الأوروبيين يفضلون الفطور الخفيف خلال أيام العمل، لكن في عطلات نهاية الأسبوع يتحول إلى وجبة أكبر وأطول وقتًا.

الفطور الآسيوي

• في اليابان، الفطور تقليدي للغاية ويتكون من الأرز الأبيض، حساء الميسو، سمك مشوي، وبعض المخللات. هو فطور متوازن وصحي يعكس فلسفة الطعام الياباني القائمة على البساطة والانسجام.
• في الصين، تنتشر أطباق مثل الكونجي (عصيدة الأرز) التي تقدم مع الخضار أو اللحم، إلى جانب فطائر محشوة على البخار.
• أما في الهند، فالفطور حار ومليء بالتوابل، مثل أطباق “إيدلي” و”دوسا” في الجنوب، أو “براثا” مع الزبادي والمخلل في الشمال.

الفطور الآسيوي بشكل عام غني بالنكهات ويعتمد على مكونات محلية كالخضار، الأرز، والتوابل. وتعد وجبات الفطور في بعض هذه الدول غريبة أو غير مألوفة بالنسبة للثقافات الأخرى.

الفطور في أمريكا اللاتينية

تتميز بلدان أمريكا اللاتينية بفطور يعتمد على المكونات الطازجة.

• في المكسيك، يعتبر طبق “هويفوس رانشيروس” (بيض مع صلصة الطماطم والفلفل) من الأطباق الشهيرة.
• في البرازيل، يفضل الناس الخبز الطازج مع الجبن، الفواكه الاستوائية، وعصير البرتقال الطازج.
• أما في فنزويلا وكولومبيا، فالأريبا (خبز مصنوع من دقيق الذرة) هو العنصر الأساسي على المائدة.

هذه الأطباق تمنح مزيجًا من الطاقة والانتعاش بفضل الفواكه والعصائر الطبيعية.

الفطور الإفريقي

في إثيوبيا، يقدم الفطور عادةً مع خبز الإنجيرا التقليدي وأطباق خفيفة من العدس أو الخضار. وفي المغرب، يشتهر الفطور بالخبز الطازج، زيت الزيتون، العسل، والزبدة، إلى جانب الشاي بالنعناع. أما في بلدان غرب إفريقيا، فقد يشمل الفطور عصيدة الذرة أو الدخن مع الحليب. إليكم اكلات حبشية بالصور: وصفات لذيذة من قلب أثيوبيا إلى مطبخكم.

الفطور الأمريكي

في الولايات المتحدة، يختلف الفطور بين الأيام العادية وعطلات نهاية الأسبوع. فغالبًا ما يبدأ اليوم بفنجان قهوة مع خبز توست أو حبوب فطور مع الحليب. أما في المناسبات أو أيام الراحة، فتقدم أطباق مشهورة مثل البانكيك مع شراب القيقب، أو الوافل، إلى جانب البيض المخفوق وشرائح اللحم. وهذه الأطباق تعكس تنوع المطبخ الأمريكي وتأثره بالثقافات الأوروبية.

برأيي الشخصي كمحررة، تظهر هذه الجولة أن بداية اليوم قد تكون مختلفة من بلد إلى آخر، لكنها جميعًا تتشارك هدفًا واحدًا وهو تزويد الجسم بالطاقة والعقل بالتركيز. وفي النهاية، سواء كان فطوركم شطيرة صغيرة أو وليمة كاملة، فإن الأهم هو أن يبدأ يومكم بما ينعشكم ويمنحكم القوة لمواجهة ساعات طويلة من النشاط.