التمر الأصفر... كنز طبيعي بطعم لا يُقاوم!
نشر في 28.08.2025
يوم المرأة الإماراتية هو يوم مميز للاحتفاء بها وتقدير كل ما حققته من إنجازات وإشادة بكل ما وصلت إليه من نجاحات، وهو يوم يبيّن جهودها واجتهادها ودأبها وأدوارها المتعددة!
في ستينيات القرن الماضي، شاركت المرأة الإماراتية في الحياة الاجتماعية، ولو كان على نطاق ضيّق؛ فهي مارست الحرف اليدوية وصناعة الأغذية والزراعة. وفي مطلع السبعينيات انطلقت المرأة في مجالات عديدة، أبرزها الطب والتمريض والتعليم ثم الهندسة والسلك العسكري. كما لا نستطيع أن ننسى دورها الفعال في مجال الطهي.
من هنا نقدم لكم فيما يلي أشهى الوصفات من المطبخ الاماراتي حضروها على طريقة جداتنا وأمهاتنا وتمتعوا بطعم لا مثيل له:
الهريس هي أكلة إماراتية تقليدية لها مكانة خاصة في المجتمع الإماراتي، وتحضر في المناسبات الكبرى كالأعراس وشهر رمضان. يُصنع الطبق من حب القمح المهروس المطهو ببطء مع اللحم (عادةً لحم الضأن أو الدجاج) والقليل من الملح حتى تتكون عجينة سميكة بقوام يشبه العصيدة.
غالبًا ما يُقدم الهريس ساخنًا بعد تزيينه بالسمن (الزبدة المصفّاة) لإثراء نكهته الغنية. تتميز هذه الأكلة ببساطتها وقيمتها الغذائية العالية، وقد أُدرجت طريقة إعدادها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو نظرًا لارتباطها بالعادات الإماراتية العريقة. ومن التقاليد الجميلة أن يؤكل الهريس جماعيًا من طبق واحد في تجمعات الأهل والأصدقاء، تعبيرًا عن الكرم والدفء الاجتماعي.
الجامي هو طبق إفطار تراثي شعبي وقديم في الإمارات، وهو طبق من اللبن المخثر، المحضر بطريقة خاصة، عبر تسخينه على نار هادئة لفترة طويلة تصِل إلى نصف ساعة دون تقليب حتى يتخثر اللبن وتجف سوائله، ويتم تخثير وتركيز اللبن بدرجات متفاوتة تبعًا للتفضيلات الشخصية، ويُقدَّم هذا النوع المميز من الأكل الإماراتي مع السمن البلدي. وإكتشفوا أشهر المأكولات السودانية اللذيذة …ننصحكم بتجربتها.
المجبوس هو طبق الأرز الوطني في الإمارات وأحد أشهر اكلات شعبية اماراتية التي لا بد من تجربتها. يتكون المجبوس من أرز بسمتي مطهو مع مرق اللحم أو الدجاج أو السمك، مضاف إليه خليط من التوابل الإماراتية العطرية مثل اللومي المجفف (الليمون المجفف) والقرفة والزعفران والهيل وغيرها. يتم طهي اللحم أو الدجاج على نار هادئة حتى يتشرب النكهات بالكامل، ثم يرفع ويُضاف الأرز ليُطهى في المرق الغني نفسه.
بعد نضج الأرز تعاد قطع اللحم مع خليط من البصل المقلي والطماطم والبطاطس والفلفل، ويترك الطبق على نار هادئة ليكتمل تمازج النكهات. يشبه المجبوس في أسلوبه طبق الكبسة أو البرياني لكنه يتميز بالنكهة الإماراتية الخاصة وباستخدام الـ«لومي» الذي يضفي حموضة طبيعية فريدة. وإليكم أكل يمني شعبي: نكهات أصيلة وطعم لا يقاوم!
تعتبر المضروبة أكلة شعبية إماراتية دسمة تُقدّم عادة في مناسبات خاصة كشهر رمضان. اشتُق اسم المضروبة من كلمة “مضروب” أي مخلوط أو مضروب باستمرار، وذلك لأن طريقة تحضيرها تعتمد على التحريك والخلط المتواصل لمكوناتها حتى الحصول على قوام ناعم متجانس. للمضروبة نسخ متعددة، لكنها تقليديًا تُحضّر باستخدام السمك المملح المجفف (خصوصًا سمك “المالح”) المطبوخ في مرق كثيف من الدقيق والتوابل مثل الكركم والكمون والفلفل الأسود.
كما يضاف أحيانًا الأرز أو القمح المهروس لإعطاء الطبق قوامًا شبيهًا بالعصيدة السميكة، ويُمكن تنويع المكونات بإضافة الخضار حسب الذوق. النتيجة طبق غني بالنكهة والقيمة الغذائية، يعكس اعتماد أهل الساحل قديمًا على الأسماك المحفوظة كمصدر للبروتين. غالبًا ما تُقدَّم المضروبة ساخنة مع خبز الرقاق أو الأرز إلى جانبها، وتعد طبقًا مفضلًا في الإفطار الرمضاني لما تمنحه من طاقة ودفء.
كذلك يعد الثريد طبق إماراتي عريق يُعرف أحيانًا باسم “اللازانيا الإماراتية” لتشابه طبقاته مع بعض المفاهيم الغربية. يتكون الثريد من خبز الرقاق الإماراتي الرقيق المقرمش يُفترش في قاع الطبق، وفوقه يُسكب مرق لحم أو دجاج مطبوخ ببطء مع الخضراوات المتنوعة مثل البطاطا والكوسا والجزر.
يمتص خبز الرقاق المرق المتبل الغني بالنكهات، مما يمنح الطبق قوامًا طريًا ونكهة عميقة. يُعد الثريد وجبة متكاملة ومشبعة، ومرتبطًا بشكل خاص بشهر رمضان المبارك حيث يتصدر موائد الإفطار لكونه سهل الهضم ومغذٍ. تاريخيًا، كان الثريد وجبة أساسية عند البدو لسد الجوع باستخدام مكونات بسيطة (الخبز والمرق)، واليوم ما زال يحظى بشعبية لدى الصغار والكبار على حد سواء.
لا تكتمل أي مائدة إماراتية شعبية بدون طبق اللقيمات الشهير، فهو التحلية الإماراتية الأبرز والمفضلة لدى الجميع. اللقيمات عبارة عن كرات عجين ذهبية اللون تُقلى في الزيت حتى تصبح مقرمشة من الخارج بينما تحافظ على قلبها الطري والهش من الداخل.
بعد القلي تُغمّس الكرات أو يُسكب عليها دبس التمر (شراب التمر) أو العسل، وترش بالقليل من حبّات السمسم للتزيين، مما يضفي قرمشة إضافية وشكلًا جميلًا على الطبق. تمتاز اللقيمات بتوازن مثالي بين الحلاوة وخفة القوام، لذا فهي حلوى محبوبة تقدم بشكل خاص في شهر رمضان المبارك والمناسبات الخاصة كالأعياد، حيث ترمز إلى روح الكرم والمشاركة المرتبطة بالثقافة الإماراتية. تشبه اللقيمات في شكلها حلوى لوكماديس اليونانية أو دوناتس الأمريكية لكن بنكهتها الخاصة الشرق أوسطية.
برأيي الشخصي كمحررة، المرأة الإماراتية أبدعت في الحقيقة في الكثير من المجالات ومن ضمنها الطهي. حيث أننا نلاحظ اليوم العديد من الوصفات الإماراتية الرائعة والتي باتت منتشرة حول العالم!