في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل الأسباب التي تدفع الأطباء إلى التحذير من عادة شرب الشاي مباشرة بعد الأكل، ونكشف الحقيقة الكاملة خلفها.

يعتبر الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، ويتميز بفوائده الصحية التي تشمل مضادات الأكسدة والمساعدة على الاسترخاء. ولكن رغم هذه الفوائد، فإن هناك توصيات طبية شائعة تنصح بتجنب شرب الشاي مباشرة بعد الأكل. فما السبب وراء ذلك؟ وهل هي مجرد خرافة أم أن هناك حقائق علمية تدعم هذه النصيحة؟ وفي هذا السياق، تعرفوا على أفضل أنواع الشاي في العالم: اكتشفوا النكهات التي تسحر الحواس.

هل هناك أضرار؟

بحسب موقع thehealthsite، إن شرب الشاي مباشرة بعد تناول الطعام قد يكون له أضرار متنوعة، أبرزها:

الشاي ومضادات الأكسدة

يحتوي الشاي مركبات مفيدة مثل الفلافونويدات والتانينات، والتي تعرف بقدرتها على مكافحة الجذور الحرة في الجسم وتقليل الالتهابات. غير أن هذه المركبات يمكن أن تتفاعل بطرق غير مرغوبة داخل الجهاز الهضمي عند شرب الشاي مباشرة بعد الوجبة. ورغم فوائده، فإن توقيت تناول الشاي يؤدي دورًا كبيرًا في تحديد تأثيره.

تأثير الشاي على امتصاص الحديد

من أبرز الأسباب التي تجعل الأطباء يحذرون من شرب الشاي بعد الأكل هو أنه يحتوي مادة التانين التي ترتبط بالحديد الموجود في الطعام، وتمنع امتصاصه في الأمعاء الدقيقة. وهذا الأمر يصبح خطيرًا بشكل خاص إذا كانت وجبتكم غنية بالحديد غير الهيمي (الحديد النباتي)، مثل السبانخ، العدس، الفاصوليا، أو الحبوب الكاملة.

وقد أظهرت دراسات طبية أن شرب الشاي خلال ساعة من تناول الوجبة يمكن أن يقلل من امتصاص الحديد بنسبة تصل إلى 70%! هذا يعني أن الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم أو النساء في سن الإنجاب أو الأطفال في مرحلة النمو يجب أن يتجنبوا هذه العادة تمامًا. وإذا كنتم تعانون من نقص الحديد، فإليكم وصفات اكلات غنية بالحديد.

الشاي يبطئ عملية الهضم

تناول الشاي بعد الأكل يمكن أن يؤدي إلى بطء في عملية الهضم. فبعض المركبات في الشاي قد تؤثر على إفراز العصارات الهضمية، مما يجعل هضم البروتينات والدهون أبطأ. وهذا التأثير يمكن أن يؤدي إلى شعور بالانتفاخ، ثقل المعدة، وحرقة في بعض الأحيان، خصوصًا إذا كانت الوجبة دسمة.

الارتجاع الحمضي والمعدة الحساسة

للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الارتجاع المعدي المريئي أو الحموضة، فإن شرب الشاي بعد الأكل قد يزيد من الأعراض. فبعض أنواع الشاي، مثل الشاي الأسود أو الأخضر، قد تؤدي إلى ارتخاء عضلة المريء السفلية، مما يسهل ارتجاع أحماض المعدة إلى الأعلى. كما أن الكافيين الموجود في الشاي يمكن أن يهيّج جدار المعدة لدى البعض.

ماذا عن أنواع الشاي المختلفة؟

ليس كل أنواع الشاي لها نفس التأثير. فالشاي الأسود يحتوي أعلى نسبة من التانينات، يليه الشاي الأخضر. بينما الشاي العشبي مثل شاي البابونج أو النعناع يحتوي نسب أقل بكثير من التانينات، وقد يكون آمنًا للاستهلاك بعد الوجبات. ومع ذلك، من الأفضل دائمًا التأني وترك فاصل زمني قبل شرب أي نوع من الشاي بعد الطعام.

طريقه عمل شاي البابونج

يعد شاي البابونج من أفضل المشروبات الطبيعية التي تساعد على تحسين عملية الهضم، حيث يخفف من التقلصات والانتفاخ ويساهم في تهدئة المعدة بعد تناول الطعام.

ما هو التوقيت المثالي لشرب الشاي؟

ينصح الأطباء بترك فاصل زمني لا يقل عن 45 دقيقة إلى ساعة بعد الوجبة قبل شرب الشاي، خصوصًا إذا كانت الوجبة تحتوي مصادر نباتية للحديد. وهذا يسمح للجسم بامتصاص العناصر الغذائية الحيوية من دون تداخل من مركبات الشاي. ويمكن أيضًا تناول الشاي قبل الوجبة بساعة، وهو ما يعزز النشاط الذهني ويقلل الشهية الزائدة.

هل هناك بدائل صحية؟

إذا كنتم تبحثون عن مشروب يمكنكم تناوله بعد الأكل، فالماء الفاتر أو مشروبات الأعشاب غير الكافيينية مثل شاي الزنجبيل أو النعناع تعتبر بدائل ممتازة. فهي تساعد على الهضم ولا تتداخل مع امتصاص الحديد أو العناصر الغذائية الأخرى. إليكم تأثير شرب شاي بالنعناع على الريق.

برأيي الشخصي كمحررة، هذا لا يعني أن الشاي ضار بشكل مطلق، بل على العكس، الشاي يحمل الكثير من الفوائد الصحية. ولكن المسألة كلها تتعلق بتوقيت شربه. لتفادي نقص الحديد واضطرابات الهضم، احرصوا على تجنب الشاي بعد الأكل مباشرة. واتبعوا نصائح الأطباء بترك وقت كافٍ بين الوجبة وكوب الشاي المفضل لديكم. فالتوازن والوعي بالتفاصيل الصغيرة في نمط حياتنا قد يحدثان فرقًا كبيرًا في صحتنا على المدى الطويل.