المكسرات ليست مجرد وجبة خفيفة لذيذة، بل كنز غذائي متكامل للجسم
نشر في 25.08.2025
مشروب الجلاب التقليدي بنكهته الفريدة وسحره الرمضاني يجمع بين الانتعاش والأصالة، اكتشفوا سر محبته في رمضان وأيام الصيف الحارة.
إذا كنتم قد مررتم يومًا في أحد شوارع بلاد الشام خلال شهر رمضان المبارك أو في أيام الصيف الحارة، فلا بد أنكم سمعتم الباعة ينادون بأصواتهم المميزة: “جلاب بارد!”. هذا المشروب التقليدي ليس مجرد شراب عطري حلو الطعم، بل هو جزء من ذاكرة جماعية وثقافة عريقة تمتد لمئات السنين. وفي هذا السياق، إليكم أفضل أنواع العصيرات الملائمة لشهر رمضان.
الجلاب هو مشروب تقليدي مشهور في بلاد الشام والعراق وبعض دول الخليج. يحضر عادةً من دبس العنب أو التمر، الممزوج بماء الورد أو ماء الزهر، ويخفف بالماء البارد ويقدم مع الكثير من مكعبات الثلج. وغالبًا ما يضاف إليه الصنوبر المحمّص والزبيب ليكتمل طعمه الفريد.
يتميز الجلاب بلونه البني الداكن ورائحته العطرية المميزة، وهو مشروب يجمع بين الحلاوة والانتعاش، ما يجعله مثاليًا للإفطار في رمضان أو لترطيب الجسم في أيام الصيف الطويلة.
في شهر رمضان، لا تكاد تخلو أي مائدة إفطار من كوب الجلاب البارد. فهو يقدم كأحد أول المشروبات التي يتناولها الصائم بعد أذان المغرب. والسبب في ذلك أن الجلاب يزوّد الجسم بسرعة بالسكر الطبيعي الموجود في دبس العنب أو التمر، مما يعوض نقص الطاقة بعد ساعات طويلة من الصيام.
إضافة إلى ذلك، رائحته المنعشة بطعم ماء الورد أو الزهر تجعل الصائم يستعيد نشاطه، وتهيّئ المعدة لاستقبال باقي أصناف الطعام. لهذا، أصبح الجلاب جزءًا أصيلًا من عادات رمضان، يتوارثه الناس جيلًا بعد جيل.
لا يقتصر حضور الجلاب على رمضان فقط، بل يمتد طوال فصل الصيف. فمجرّد النظر إلى كوب زجاجي مملوء بسائل بني داكن، تطفو فيه مكعبات الثلج البيضاء وتتوزع فوقه حبات الصنوبر والزبيب، يجعلكم تشعرون بالانتعاش قبل أن تتذوقوه.
يعتبر الجلاب مشروبًا مثاليًا لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة، إذ يروي العطش بسرعة، وفي الوقت نفسه يمنح طاقة خفيفة من دون أن يرهق المعدة. وهو بديل طبيعي للمشروبات الغازية أو الصناعية التي قد تضر بالصحة عند الإفراط في تناولها.
بعيدًا عن طعمه اللذيذ، الجلاب غني بالفوائد الغذائية التي تجعله خيارًا صحيًا:
الجلاب ليس مجرد مشروب، بل هو رمز من رموز الضيافة والفرح. ففي رمضان، يحرص أصحاب البيوت على تقديمه للضيوف إلى جانب أطباق الحلويات الشرقية. أما في الصيف، فيكون حاضرًا في الجلسات العائلية واللقاءات المسائية على الشرفات. حتى في الأعراس والمناسبات، غالبًا ما يقدم الجلاب كخيار أنيق ومنعش. لذلك ارتبط في الذاكرة الشعبية بالكرم والبهجة.
يمكن تلخيص أسباب حب الناس للجلاب في ثلاث نقاط أساسية:
رغم أن الجلاب مشروب تقليدي متجذّر في التراث الشامي والرمضاني، إلا أن الزمن أضفى عليه لمسات عصرية جعلته يواكب الأذواق الحديثة. ففي بعض المقاهي الراقية مثلًا، يتم تقديم الجلاب مع إضافة شرائح فاكهة طازجة كالبرتقال أو الفراولة لإضفاء بعد منعش ومذاق جديد. وهناك من يبتكر نسخة “كوكتيل الجلاب”، حيث يمزج مع عصائر طبيعية أخرى مثل الرمان أو الليمون لمنح طعم متوازن بين الحلاوة والحموضة.
تحضير الجلاب في المنزل ليس أمرًا صعبًا. يكفي أن نخلط كمية من دبس العنب أو التمر مع ماء الورد أو الزهر، ثم نضيف الماء البارد والثلج. ولإضفاء لمسة تقليدية أصيلة، يمكنكم تزيينه بالصنوبر والزبيب. وبهذه الخطوات البسيطة، نحصل على مشروب منعش وصحي يغنينا عن المشروبات المعلبة. كما يمكنكم تقديم الجلاب مع مجموعة من الحلويات الرمضانية الشهيرة في الوطن العربي .
برأيي الشخصي كمحررة، إن الجلاب أكثر من مجرد مشروب، إنه تجربة متكاملة تجمع بين المذاق الأصيل والفوائد الصحية والذكريات الرمضانية والصيفية الجميلة. وقد يختلف الناس في أطباقهم المفضلة أو عاداتهم الغذائية، لكنهم جميعًا يتفقون على حب الجلاب واعتباره مشروبًا لا غنى عنه في رمضان وفي الأيام الحارة.