هل النقانق صحية.. وما تأثير تناول قطعة واحدة منها على حياتكم؟

النقانق من الوجبات سريعة التحضير التي يُحبّ تناولها الكبار والصغار، ولكن ما مدى صحّة ما يُقال عن أن تناولها قد يكون ضارًّا بالجسم؟

تعتبر اللحوم المصنعة بشكل عام غير صحية، ويكون لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة منها معدلات أعلى من الإصابة بأمراض مثل مرض السكري، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان بسبب الملح الزائد، والمواد الحافظة، والدهون في هذه المنتجات. وفي هذا الصدد، ما هي النقانق.. وما الفرق بينها وبين السجق؟

النقانق من الأطعمة الضارة

قد تكون اللحوم المُصنّعة والنقانق ولحوم الساندويتشات الباردة لذيذة ومغرية، لكن الأطباء ينصحون بتجنبها، ويعدّونها من أسوأ الأطعمة التي يمكن شراؤها، بعد أن ربطت دراسة أوروبية استمرت 12 عامًا على ما يقرب من نصف مليون رجل وامرأة، بين اتباع نظام غذائي ثابت من اللحوم المصنعة والوفاة المبكرة.

فغالبًا ما تعالَج اللحوم المصنعة بإضافة الأصباغ والمواد الحافظة، وحمض اللاكتيك ونتريت الصوديوم، لمنحها لونًا ورديًا ومذاقًا مميزًا، وفقا لمعهد أميركا الشمالية للحوم (NAMI)، وهي مكونات يشتبه العلماء في أنها قد تشارك في تكوين المركبات المسببة للسرطان في الجسم.

من ناحية أخرى، أظهرت دراسة صدرت في عام 2013 أن المواد الحافظة المضافة إلى النقانق، لتمنحها لونًا طبيعيًا أكثر، ومدة صلاحية أطول، تتحول عند هضمها إلى مادة النترات التي ترتبط بالسرطان الذي أصاب الحيوانات الخاضعة للاختبار.

النقانق تحتوي مواد مُسرطنة

وتزيد التفاعلات بين الدهون المشبعة والملح والنترات والحديد “من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والسرطان، وارتفاع معدل الوفيات”، بناء على دراسة نُشرت في مارس/آذار عام 2015، وعززها تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) صدر بعد 7 أشهر، وأفاد بأن النقانق واللحوم المصنعة ليست صحية تماما، لاحتوائها مواد مسرطنة.

علاوةً على ذلك، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى علاقة بين اللحوم المصنعة وسرطان المعدة، كما وجدت دراسة حديثة أن هناك زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللاتي يتناولن هذه اللحوم.

على سبيل المثال، قطعة الهوت دوغ الواحدة تحتوي نسبة عالية من الدهون المشبعة (أكثر من 14 غرامًا)، وكمية من الصوديوم أكبر بـ4 مرات (توصي الإرشادات الغذائية للأميركيين بتناول أقل من 2.3 مليغرام من الصوديوم يوميًا)، و مواد حافظة من النترات أكثر بـ50%، وهذا كله قبل إضافة التوابل مثل الكاتشب والخردل والمقبلات. وقد يهمكم معرفة هل النقانق مسموح في الكيتو؟

تأثير النقانق على القلب والسمنة

أما في ما يتعلق بخطرها على صحة القلب، فيقول الدكتور رائد برغوت، طبيب القلب في أحد مستشفيات كاليفورنيا، إن النقانق واللحوم المُصنّعة الباردة (لحوم الساندويتشات) تأتي في مقدمة الأطعمة التي يمكن أن تزيد أمراض القلب والأوعية الدموية، وتتسبب في النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وبناءً على تحليل للدراسات التي أجريت على أكثر من 1.4 مليون شخص، تمت متابعتهم على مدار 30 عاما، اتضح أن من المرجح أن يؤدي تناول اللحوم الحمراء والمُصنّعة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية في وقت لاحق من الحياة.

من ناحية أخرى، تحتوي العديد من اللحوم المُصنّعة شراب الذرة العالي الفركتوز، وهو غالبًا ما يؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة، حيث تتحول هذه اللحوم اللذيذة إلى أرطال إضافية غير مرغوب فيها، حسب جمعية القلب الأميركية.

علاوةً على ذلك، بعض هذه اللحوم متخم بالسعرات الحرارية والدهون، فعلى سبيل المثال يحتوي السلامي نحو 441 سعرًا حراريًا، و 41 غرامًا من الدهون (76% من الدهون المشبعة) في حصة 3.5 أونصات (100 غرام).

كيف يتم صناعة النقانق في المصانع؟

يتم تصنيع النقانق من اللحوم بمختلف أنواعها مثل لحم الغنم، أو البقر، أو الضأن، كما يمكن أن يتم تصنيعها من الدواجن أيضًا، وفي بعض الأنواع سيئة الجودة قد يتم استخدام الرأس أو بقايا اللحوم أيضًا في صناعتها. أما بالنسبة للمكونات الأخرى فهي:

• الملح: يستخدم لتعزيز النكهة واستخراج بعض البروتينات من اللحوم، وتحسين المذاق والتقليل من التلف الميكروبيولوجي، بالإضافة إلى أنه يزيد من الاحتفاظ بالماء.
• عوامل المعالجة: تمنع نمو الميكروبات، وتوفر اللون الوردي، وتعزز النكهة.
• التوابل: تضيف نكهة إلى المنتج. وفي سياق متصل، كيف تصنعون النقانق في المنزل خطوة بخطوة؟ لن تصدقوا كم هو سهل!

إليكم خطوات تصنيع السجق

• اختيار المواد الخام: يجب أن تكون اللحوم عالية الجودة، وأن تخضع للتحليل الميكروبي، وأن يتم وزنها بشكل صحيح وفقاً لكل وصفة محددة قبل الخلط.
• طحن اللحوم: ويتم ذلك على مراحل وفي كل مرة يتم طحنها إلى حجم أصغر للوصول إلى الحجم المطلوب، ثم تضاف أملاح المعالجة وتخلط في خلاط ميكانيكي للتأكد من أن المكونات مختلطة بشكل جيد.
• فرم اللحوم: بعد الطحن، يفرم اللحم إلى جزيئات ذات حجم دقيق جداً لسهولة استخراج البروتينات التي لها وظيفة ربط الماء حول قطرات الدهون.
• الحشو: قبل تعبئة اللحوم في الأغلفة يجب أن يكون الأكسجين مستبعد من الخليط، لأن ذلك يعزز ثبات اللون، ويقلل من أكسدة الدهون والنشاط البكتيري، ويمنع تحلل البروتين؛ وبالتالي فإن مدة صلاحية النقانق تصبح أطول.
• التغليف: تستخدم الأغلفة، التي تعرف أيضًا باسم الجلد، في تصنيع النقانق لتقوم بوظيفة التقسيم. وتنقسم الأغلفة المستخدمة إلى نوعين هما الطبيعي المصنوع من أمعاء الحيوانات أو الأغلفة الصناعية المصنوعة من الكولاجين أو السليلوز المعدل. بالإضافة إلى الشكل فإن الأغلفة تعمل أيضًا على زيادة مدة صلاحية المنتج من خلال توفير رطوبة عالية وخصائص مقاومة للأكسجين؛ وبالتالي تساهم في تقليل فقدان وزن المنتج أثناء الطهي.
• الطبخ: يتم طبخ السجق أو النقانق على درجات حرارة معينة ولمدة زمنية محددة في أحواض طهي خاصة، ثم يتم غسل النقانق بالماء الساخن لإزالة أي شحم ملتصق.
• التبريد والتعبئة: يجب أن يتم نقع السجق أو النقانق في الماء حتى تصل درجة حرارته الداخلية إلى 20 درجة مئوية، ثم يتم إزالة الغلاف ويبرد إلى درجتان مئويتان استعدادًا للتعبئة. 

برأيي الشخصي كمحررة، اللحوم المصنعة بجميع أنواعها لا تعد صحية للجسم عند تناولها بكثرة، لذلك يجب عدم الإفراط في تناولها!